يكون إلا المبدأ للحواس الظاهرة. والذي كان (١) إذا استولت القوة الوهمية وجعلت تستعرض ما فى الخزانة تستعرضه بها (٢) ولو فى اليقظة ، فإذا استحكم ثباتها فيها كانت كالمشاهدة.
فهذه القوة هى التي تسمى الحس المشترك وهى (٣) مركز الحواس ، ومنها تتشعب الشعب ، وإليها تؤدى الحواس ، وهى بالحقيقة هى (٤) التي تحس ، لكن إمساك ما تدركه هذه هو للقوة التي تسمى خيالا وتسمى مصورة وتسمى متخيلة ، وربما فرق بين الخيال والمتخيلة بحسب الاصطلاح ، ونحن ممن يفصل ذلك. (٥) والحس المشترك والخيال كأنهما قوة واحدة ، وكأنهما لا يختلفان فى الموضوع ، بل فى الصورة. وذلك أنه (٦) ليس أن يقبل هو أن يحفظ ، فصورة المحسوس تحفظها القوة التي تسمى المصورة والخيال ، وليس إليها (٧) حكم البتة ، بل حفظ. وأما الحس المشترك والحواس الظاهرة فإنها تحكم بجهة ما أو بحكم ما ، فيقال إن هذا المتحرك أسود وإن هذا الأحمر حامض ، وهذا الحافظ لا يحكم به على شىء من الموجود إلا على ما فى ذاته بأن فيه صورة كذا.
ثم قد نعلم يقينا أنه فى طبيعتنا أن نركب (٨) المحسوسات بعضها إلى بعض ، وأن نفصل بعضها عن (٩) بعض ، لا على الصورة (١٠) التي وجدناها عليها من خارج ولا مع تصديق بوجود شىء منها أو لا وجوده. فيجب أن تكون فينا قوة نفعل ذلك بها ، وهذه هى التي تسمى إذا استعملها العقل مفكرة ، وإذا استعملتها قوة حيوانية متخيلة.
ثم إنا قد نحكم فى المحسوسات بمعان لا نحسها ، إما أن لا تكون فى طبائعها محسوسة البتة ، وإما أن تكون محسوسة لكننا (١١) لا نحسها وقت الحكم. أما التي
__________________
(١) كان : + فهى د.
(٢) بها : لها ك.
(٣) وهى : هى د.
(٤) بالحقيقة هى : ساقطة من م.
(٥) ذلك : + والصور التي فى الحس المشترك د ، ك ، م.
(٦) أنه : لأنه د ، ك ، م.
(٧) إليها : لها د ، ك.
(٨) نركب : مركب م.
(٩) عن : من د ، ك ، م
(١٠) الصورة : الصور ك ، م.
(١١) لكننا : لكنا ف ؛ لكنها م.