الْمُخْلَصِينَ. قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ. لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) (٣٨ : ٨٥).
وحصيلة البحث الأصيلة حول الآية كما يلي :
١ كون الناس أمة واحدة في تكوين العقيدة المسيّرة حقة أو باطلة هو من المستحيل في حكمة الله البالغة.
٢ الإختلاف في الدين مرفوض على أية حال ، وهو الإختلاف المقصّر ، ولأن آيات الله بينات هي للتدليل على الدين الحق ، فالمختلفون عنه أو فيه هم المقصرون ، والموحدون فيه هم أهل الرحمة الربانية.
٣ سائر الاختلافات التي هي طبيعة الحال في الطاقات والمعطيات ليست كأصل مقصرة إلّا إذا أوجبت اختلافا في الدين ، فعلى المكلفين أن يوحدوا عقيدة الدين رغم سائر الاختلافات التي هي خلقية قضية الحكمة : (وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (٤٣ : ٣٢) فعليهم أن يتحروا عن رحمة ربك وهي الهداية الموحّدة الموحّدة رغم درجاتهم في معطيات.
٤ إنهم (لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ) في الدين (إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ) الوحدة والرحمة «خلقهم» فقد خلقهم ليعبدوه في رحمة الوحدة ، فالعبادة رحمة ، والإختلاف فيها زحمة ، ثم الوحدة فيها رحمة فوق رحمة ، فالعبادة الموحّدة هي الغاية القصوى لخلق الخلق أجمعين.
ذلك وبالتالي عرض لمقاطع من خطب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) حول ضرورة الوحدة الإيمانية على ضوء دين الله :
«وإنما أنتم إخوان على دين الله ، ما فرق بينكم إلا خبث السرائر وسوء الضمائر ، فلا توازرون ولا تناصحون ولا تباذلون ولا توادون .. وما يمنع أحدكم أن يستقبل أخاه بما يخاف من عيبه إلّا مخافة أن يستقبله بمثله» (الخطبة ١١١).