زوايا ثلاث من (بَقِيَّتُ اللهِ) : زاوية مشتركة مع سائر (بَقِيَّتُ اللهِ) هي رمز الإبقاء لحياة سليمة صالحة إيمانية.
وأخريان تختصان به ، أولاهما أنه البقية الأخيرة لحقل (بَقِيَّتُ اللهِ) وأخراهما أنه الذي به يملأ الله الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا ، وهكذا بقية ربانية تحلق على المكلفين كلهم هي منقطع النظير بين كل بشير ونذير.
وفي التالي خطب للإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) حول بقية الله المهدي القائم عجل الله تعالى فرجه : «يعطف الهوى على الهدى إذا عطفوا الهدى على الهوى ويعطف الرأي على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرأي».
«.. ألا وفي غد ـ وسيأتي غد بما لا تعرفون ـ يأتي الوالي من غيرها عمالها على مساوئ أعمالها ، وتخرج له الأرض أفاليذ كبدها ، وتلقي إليه سلما مقاليدها ، فيريكم كيف عدل السيرة وتحيي ميّت الكتاب والسنة» (الخطبة ١٣٦).
«فلا تستعجلوا ما هو كائن مرصد ، ولا تستبطئوا ما يجيء به الغد ، فكم من مستعجل بما أن أدركه ود أنه لم يدركه وما أقرب اليوم من تباشير غد ، يا قوم هذا إبّان ورود كل موعود ، ودنوّ من طلعة ما لا تعرفون ، ألا وإن من أدركها منا يسري فيها بسراج منير ، ويحذو فيها على مثال الصالحين ، ليحلّ فيها ربقا ، ويعتق رقا ، ويصدع شعبا ، ويشعب صدعا ، في سترة عن الناس ، لا يبصر القائف أثره ، ولو تابع نظره ، ثم ليشحذنّ فيها قوم شحذ القين الفصل ، تجلى بالتنزيل أبصارهم ، ويرمى بالتفسير في مسامعهم ، ويغبقون كأس الحكمة بعد الصبوح .. قد لبس الحكمة جنتها ، وأخذها بجميع أدبها من الإقبال عليها والمعرفة بها والتفرغ لها ، فهي عند نفسه ضالته التي يطلبها ، وحاجته يسأل عنها ، فهو مغترب إذا اغترب الإسلام ، وضرب بعسيب ذنبه ، وألصق الأرض بجرانه ، بقية من بقايا حجته ، خليفة من خلائف أنبياءه» (١٨٠).