ليس ليفور من التنور وفيه فوران النار ، فهل هو بعد تنّور الشمس؟ (١) بطلوعها؟ وليس هي آية! وصالح التعبير عنه «طلعت الشمس» ثم ولا رباط بينه وبين (جاءَ أَمْرُنا)!.
وقد يعني «التنور» ـ فيما يعنيه ـ تنّور الغضب الرباني؟ ولكنه قبل مجيء الأمر لأنه من خلفياته فوران هذا التنور ، ثم ولا تناسب التنور أصل الغضب ولا سيما بالنسبة لساحة الربوبية ، أم قد تعني «التنور» إلى تنّور النار تنور النور للشمس بفور طلوعها وفورانها بتكاثف حرارتها تقريرا لتوافق الأمرين (٢) كما وفار تنور الغضب الرباني تأويلا للواو بالحالية كما وعنت
__________________
ـ ميمنة المسجد ، فقلت له : فإن ذلك موضع زاوية باب الفيل اليوم ، ثم قلت له : وكان بدو خروج الماء من ذلك التنور؟ فقال : نعم إن الله عزّ وجلّ أحب أن يري قوم نوح آية ثم إن الله تبارك وتعالى أرسل عليهم المطر يفيض فيضا وفاض الفرات فيضا والعيون كلهن فيضا فغرقهم الله عزّ وجلّ وأنجى نوحا ومن معه في السفينة وفي تفسير العياشي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : جاءت امرأة نوح (عليه السلام) وهو يعمل السفينة فقالت له : إن التنور قد خرج منه ماء فقام إليه مسرعا حتى جعل الطبق عليه فختمه بخاتمه فقام الماء فلما فرغ نوح من السفينة جاء إلى خاتمه ففضه وكشف الطبق ففار الماء.
وفي الدر المنثور ٣ : ٣٢٨ أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : فار التنور من مسجد الكوفة من قبل أبواب كندة ، وأخرج أبو الشيخ عن حبة العربي عنه (عليه السلام) ما في معناه ومن طريق الشعبي عنه (عليه السلام) قال : والذي فلق الحبة وبرء النسمة إن مسجدكم هذا الرابع أربعة من مساجد المسلمين ولركعتان فيه أحب إلي من عشر فيما سواه إلا المسجد الحرام ومسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمدينة وان من جانبه الأيمن مستقبل القبلة (فارَ التَّنُّورُ).
(١) المصدر أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) «وفار التنور» قال : طلع الفجر ، قيل : إذا طلع الفجر فاركب أنت وأصحابك.
وفي نور الثقلين ٢ : ٣٥٦ في تفسير العياشي عن الأعمش يرفعه إلى علي (عليه السلام) في الآية قال : أما هو تنور الخبز ، ثم أوى بيده إلى الشمس فقال : طلوعها.
(٢) رواه الشريف المرتضى في أماليه (٢ : ١٣٠) عن أمير المؤمنين (عليه السلام).