وإذا كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) شاهدا لربه برسالته لمكان تربيته القمة الرسولية ، فحري بعلي (عليه السلام) أن يكون شاهدا له (صلى الله عليه وآله وسلم) لمكان تربيته القمة الرسالية.
هنا (شاهِدٌ مِنْهُ) متأيَّد في تفسيره بما تواتر عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) من قوله : «علي مني وأنا من علي» (١) وقد قررته آية المباهلة قراره نفسه : (وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) (٣ : ٦١)!.
وبيانا لهذه الولادة الروحية العلوية من محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ما يروى عن علي (عليه السلام) نفسه من قوله : «وقد علمتم موضعي من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة ، وضعني في حجره وأنا وليد يضمني إلى صدره ويكنفني في فراشه ، ويمسني جسده ، ويشمني عرفه ، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه وما وجد لي كذبة في قول ، ولا خطلة في فعل ، ولقد قرن الله به من لدن كان فطيما أعظم ملك يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره ، ولقد كنت أتبعه إتباع الفصيل إثر أمه ، يرفع لي كل يوم علما من أخلاقه ، ويأمرني بالاقتداء به ، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه
__________________
(١) حديث صحيح رجاله كلهم ثقات وممن أخرجه عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) الإمام أحمد في مسنده ٤ : ١٦٤ و١٦٥ بأسانيد أربعة والحافظ ابن ماجة القزويني في سننه ١ : ٥٧ والترمذي في جامعه ١٢ : ١٦٩ و٢ : ٤٦٠ وفي صحيحه ٢ : ٢١٣ والنسائي في الخصائص ص ٢٦ و٢٧ وابن المغازلي في المناقب بأسانيد عدة والبغوي في المصابيح ٢ : ٢٧٥ والخطيب العمري في المشكاة ٥٥٦ والكنجي في الكفاية ٥٥٧ والنووي في تهذيب الأسماء واللغات ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة ٣ : ٧٤ عن الحافظ السلفي وسبط ابن الجوزي في التذكرة ٢٣ والذهبي في تذكرة الحفاظ وابن كثير في تاريخه والسخاوي في المقاصد الحسنة ، والمناوي في كنوز الدقائق ٩٢ والحمويني في فرائد السمطين ب ٧ والسيوطي في الجامع الصغير وجمع الجوامع ، وابن حجر في الصواعق ٧٣ والمتقي الهندي في كنز العمال عن (١١) حافظا والبدخشاني في نزل الأبرار ٩ والفقيه شيخ بن العيدروس في العقد النبوي ، والشبلنجي في نور الأبصار ٧٨ والصبان في الإسعاف هامش نور الأبصار ١٥٥ كلهم أخرجوه ورووه عن حبشي بن جنادة وعمران وأبي ذر الغفاري عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).