لحياة أخرى هي أرقى ، إحياء عن الحياة البرزخية التي هي موت وجاه الأخرى ، او إحياء بعد الإماتة عن الحياة البرزخية ـ وهو أحق وأحرى ـ وكما تدل الآية الأخرى : (أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ) حيث الإماتة الأولى إماتة عن الحياة الدنيا ، فلتكن الثانية اماتة عن حياة أخرى الى الحياة الأخرى ، فلو لا أنّ هناك حياة وسطى : بين الدنيا والاخرى ، لم يكن للإماتة عنها معنى!.
فالفرق بين الآيتين أنّ آيتنا لا تحمل إلّا إماتة واحدة ، وموتا قبل الحياة الدنيا ، وفي الاخرى إماتتان ، وحاصل جمعهما انّ كلّا من الموت والحياة ثلاث : موت قبل الحياة الاولى دون إماتة وهو الموت المطلق ، وموت بالإماتة عن الحياة الاولى ، وموت بالإماتة عن الحياة البرزخية.
ثم : حياة بعد الموت الاوّل ، وحياة بعد الإماتة عنها ، وحياة بعد الإماتة عن الثانية: الحياة الاولى ثم الوسطى ثم الأخرى ، وآيتنا هنا لا تتكفل إلّا بيان الحياة الاخرى ، إذ تواجه الناكرين لها ، لا البرزخية التي هي على هامشها ، تثبت بعد ما تثبت هي الاخرى.
فقيلة الناكرين للحياة البرزخية أن آيتنا تنكرها كما الآية الأخرى ـ وهي مثلها ـ لا تثبتها ، حيث تشملان الموتين والحياتين ، إنها قولة فارغة هراء ، حيث البون بيّن بينهما ، وأنها موت وإماتة دون الأخرى : إماتتين ، دلالة قاطعة هنا عليها ، وسكوت هناك عنها!
فالقرآن يثبت الحياة البرزخية في قرابة عشرين آية نبحث عنها في طياتها ، دون تصريح او تلويح بإحياء فيها فانها استمرارية للحياة الاولى بعد انفصال البدن عنها ، طالما يصرح في مئات الآيات بالإحيائين دنيا واخرى ، وتصرح آية وحيدة بإماتتين : تلويحة كتصريحه أن في البرزخ حياة ، وإلّا فالإماتة الثانية عماذا؟!