وكما يجدون فيما يرزقون تشابها لما رزقوا من صالحات هي ثمرات الايمان يوم الدنيا ، فاليوم يرزقونها جزاء وفاقا ، مما تزيدهم رضى سابغة أنها مما قدمت أيديهم جزاء ومزيدا من فضل الله تعالى.
وحيث إلّا لأهل الجنة من كل الثمرات : (وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ) (٤٧ : ١٥) ولأن (فِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ) ف (أُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً) لا يعني ما تحدّه الحياة الدنيا من ثمرات ، بل هم في مثلث الثمرات غير المحدودات ولا المحدّدات ، بمختلف الألوان والشهيّات والطعومات.
(وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ) لإسباغ غريزة الجنس بكل نزاهة وطهارة ، بجنب ما لهم من ثمرات في جنات ، وترى أن هناك للرجال أزواجا وليس للنساء؟ أقول. «هم» في «لهم» هم الذين آمنوا وعملوا الصالحات رجالا ونساء ، فلكلّ ازواج دون اختصاص بالرجال ، مهما لا تجد آية تصارح بما للنساء من أزواج كما للرجال هناك ازواج من الحور العين ومن أزواجهم المؤمنات : (وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً) (٨٤ : ٩) فإن ذلك
__________________
ـ تجري من تحتها الأنهار : من تحت أشجارها ومساكنها (كُلَّما رُزِقُوا مِنْها) من تلك الجنان «من ثمرة» من ثمارها «رزقا» : طعاما يؤتون به (قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ) في الدنيا فأسماءه كأسماء ما في الدنيا من تفاح وسفرجل ورمان وكذا وكذا وان كان ما هناك مخالفا لما في الدنيا فانه في غاية الطيب ، وانه لا يستحيل الى ما يستحيل اليه ثمار الدنيا من عذرة وساير المكروهات ومن صفراء وسوداء ودم ، بل ما يتولد من مأكولهم إلّا العرق الذي يجري من اعراضهم أطيب من رائحة المسك وأتوا بذلك الرزق من الثمار من تلك البساتين متشابها بعضه بعضا بأنها خيار لا رذل فيها وبان كل صنف منها في غاية الطيب واللذة ، ليس كثمار الدنيا التي بعضها في وبعضها متجاوز لحد النضج والإدراك لحد الفساد من حموضة ومرارة وسائر ضروب المكاره ، ومتشابها ايضا متفقات الألوان مختلفات الطعوم.