بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ) (٢٥).
بشارة للذين آمنوا وعملوا الصالحات ، وترى أليس عمل الصالحات من الإيمان او لزامه فكيف يقابله؟ علّه لان الايمان في الأكثر ينحو منحى القلب ولا يستحق دخول الجنات إلا من أضاف عمل الايمان الى عقيدة الايمان.
ثم الجنات هي البساتين الملتفة الأشجار كسقف أخضر (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) لا تحت الأرض ، وإنما تحت جنات الأشجار التي تجنّ ما تحتها من أرض (١) ، فالجنات هي مظلّات شجرية ، توحي بجمعيتها أنها مقسّمة بين أهليها ، لكلّ جنة فللكلّ جنات.
وترى ما (هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ)؟ هل هي الأرزاق الدنيوية التي رزقوها قبل الجنة ففيها يؤتون أشباهها؟ ولا فضل لما في الدنيا حتى تكون أشباهها في الجنة فضلا لهم فيها! و (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) لم يرزقوا من الدنيا إلّا قليلا ، إذ اغتصبها أكثرها أهل الدنيا ، فهل يرزقون في الجنة ـ فقط ـ أشباه هذه القلة القليلة!
ام هي من التي رزقوها في الجنة قبل هذا الرزق؟ و «كلّما» تشمل مع سائر المرات المرة الاولى وليس قبلها جنة او رزقها!.
علّ «من قبل» هي الأرزاق التي رزقوها في جنة البرزخ ، ام هي
__________________
(١) الدر المنثور ١ : ٣٦ ـ اخرج جماعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): انهار الجنة تفجر من تحت جبال مسك.
وفيه عن انس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلكم تظنون أن انهار الجنة أخدود في الأرض لا والله انها لسائحة على وجه الأرض حافتاه خيام اللؤلؤ وطينها المسك الأذفر.