يؤثّر ، وأما أن يستهزأ فهذا جهل وسوء خلق.
وأما جزاء الاستهزاء باستهزاء فهو جزاء وفاق ، يوافق العلم والعدل ، لذلك ف (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) يوم الدنيا ويوم الدين ، فهنا يجري عليهم أحكام الإسلام وهناك هم في الدرك الأسفل من النار ، وما إلى ذلك من تمويه يستحقونه بما كانوا يموّهون (وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) ف (جَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) (٤٢ : ٤٠)
وهكذا يكون دوما دور الناكرين للرسالات الإلهية ، المعاندين ، أن يجابوها باستهزاء واستخفاف دونما حجة يواجهون بها حج الرسالات : (وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً) (٢٥ : ٤١).
و (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) هنا بما يهزء ويسخر منهم عذاب الاولى : (فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) (٦ : ١٠) ، وأخرى في الأخرى : (وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) (٣٩ : ٤٨) وكما سخرت أمواج الطوفان بقوم نوح الذين كانوا منه يسخرون : (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ ..) (١١ : ٤٠).
والقول : ان (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) دعاء من الله على المنافقين ، هراء جارف خارف ، فمن ذا الذي يدعوه الله عليهم ، ويرجو منه أن يستهزأ بهم؟ فإنما الله يدعى ولا يدعو ، إذ لا إله يدعى إلّا هو! .. فإنما هو إخبار من الله انه يستهزأ بهم في الأولى والأخرى.
ومن استهزاءه بهم في الأولى : (وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) : مدا