نفس ذائقة الموت ، فإن مات النبي محمد صلىاللهعليهوسلم ، أفهم الخالدون إن مات؟!
٢ ـ الدنيا دار ابتلاء واختبار ، والاختبار كما يكون بالشر يكون بالخير ، فيختبر الناس بالشدة والرخاء ، والحلال والحرام ، وينظر كيف شكرهم وصبرهم ، ثم يكون المرجع والمآل إلى الله تعالى للجزاء بالأعمال.
والابتلاء لا يكون إلا بعد التكليف ، فتدل الآية على حصول التكليف ، ولا يقتصر الابتلاء على المأمور به والمنهي عنه ، وإنما يشمل ما سماه خيرا وهو نعم الدنيا من الصحة واللذة والسرور ، وما سماه شرا وهو المضار الدنيوية من الفقر والآلام وسائر الشدائد النازلة بالمكلفين ، والعبد يتردد بين هاتين الحالتين ، لكي يشكر على المنح والنعم ، ويصبر في المحن.
٣ ـ العموم في قوله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) من قبيل العموم المخصوص ، فإنه تعالى نفس ؛ لقوله تعالى حكاية عن عيسى عليهالسلام : (تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي ، وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ) [المائدة ٥ / ١١٦] مع أن الموت لا يجوز عليه ، وكذا الجمادات لها نفوس ، وهي لا تموت. والعام المخصوص حجة ، فيبقى معمولا به فيما عدا هذه الأشياء.
٤ ـ الكفار المستهزئون بالنبي صلىاللهعليهوسلم الذي يعيب اتخاذ الأصنام آلهة أحق وأجدر بالاستهزاء والسخرية لكفرهم بالإله الحق الخالق المنعم المتفضل على الناس بأصناف النعم الكثيرة.
٥ ـ ركّب الإنسان على العجلة ، فخلق عجولا ، وصار طبع الإنسان العجلة ، ولكن في العجلة أحيانا حماقة وطيش وجهل وغفلة ، كما في حال استعجال المشركين نزول العذاب الموعود.
٦ ـ إن مجيء الساعة أو وقت العذاب بالنار محقق ، ولكنه يأتي فجأة ، فلا يبقى مجال لتوبة واعتذار.