وعن ابن عباس قال : لما بعث الله عزوجل موسى وكلّمه ، وأنزل عليه التوراة ، قال : اللهم إنك رب عظيم ، لو شئت أن تطاع لأطعت ، ولو شئت ألا تعصى ما عصيت ، وأنت تحب أن تطاع ، وأنت في ذلك تعصى ، فكيف هذا يا ربّ؟ فأوحى الله إليه : إني لا أسأل عما أفعل ، وهم يسألون.
٤ ـ أعاد الله تعالى في الآيات التعجب من اتخاذ الآلهة من دون الله ، مبالغة في التوبيخ ، على وصفهم المتقدم في الإنشاء والإحياء ، فتكون (أَمِ) بمعنى هل ، أي هل اتخذ هؤلاء المشركون آلهة من دون الله؟ فليأتوا بالبرهان على ذلك.
وقيل : إن التعجب الأول : (أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ) احتجاج من حيث المعقول ؛ لأنه قال : (هُمْ يُنْشِرُونَ) أي يحيون الموتى. والثاني (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً) احتجاج بالمنقول ، أي هاتوا برهانكم من الكتب السماوية ، ففي أي كتاب نزل هذا؟ في القرآن ، أم في الكتب المنزلة على سائر الأنبياء؟!
٥ ـ إن الجهل هو المصدر الأصيل في فساد عقائد المشركين : (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَ).
٦ ـ جميع الرسل والأنبياء أوحى الله إليهم أنه لا إله إلا الله ، فأدلة العقل شاهدة أنه لا شريك له ، والنقل عن جميع الأنبياء موجود ، والدليل إما معقول وإما منقول. قال قتادة : لم يرسل نبي إلا بالتوحيد ، والشرائع مختلفة في التوراة والإنجيل والقرآن ، وكل ذلك على الإخلاص والتوحيد. أي إن دعوة الرسل جميعا جاءت لبيان التوحيد.
٧ ـ ردّ الله تعالى على بعض العرب الذين كانوا يقولون : الملائكة بنات الله بتنزيه نفسه عن اتخاذ الولد ، قيل : نزلت آية (وَقالُوا : اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً