المشركون الظالمون الهلاك والدمار والعذاب الشديد ؛ لوصفكم ربكم بما ليس من صفته ، وتقولكم وافترائكم عليه أنه اتخذ صاحبة أو زوجة ، وولدا ، سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا.
(وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي وكيف يكون لله شريك خاص ، وهو مالك جميع من في السموات والأرض ، وكيف تتنكرون لطاعته ، وله تعالى جميع المخلوقات ملكا وخلقا وعبيدا؟! الكل ومنهم الملائكة طائعون خاضعون له ، دأبهم الطاعة ليلا ونهارا ، لذا قال :
(وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ) أي وجميع من عنده من الملائكة لا يترفعون عن عبادته ، ولا يعيون ولا يتعبون ولا يملون. والعندية هنا ليست مكانية ، وإنما هي عندية مكانة وتشريف. وتخصيص الملائكة بالذكر هنا لإبانة رفعة شأنهم.
(يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ ، لا يَفْتُرُونَ) أي يعبدون الله وينزهونه في الليل والنهار ، فهم دائبون في العمل ليلا ونهارا ، مطيعون قصدا وعملا ، قادرون عليه ، لا ينقطعون عن الطاعة ولا يفترون ساعة عنها ، كما قال تعالى : (لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) [التحريم ٦٦ / ٦].
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يأتي :
١ ـ الإنذار الشديد الأكيد لأهل الكفر والعصيان الذين أنكروا النبوات بحال أهل القرى الظالمة الكافرة ، حيث دمرها الله تعالى تدميرا شديدا بمن فيها ، لظلمهم ، والظلم : وضع الشيء في غير موضعه ، وهم وضعوا الكفر موضع الإيمان.
٢ ـ عند دنوّ العذاب تقع الحيرة والاضطراب ، وتحدث محاولات الفرار من