٥ ـ (وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ) أي ولتتيقنوا أن الله سيبعث أهل القبور ، أي يعيدهم بعد ما صاروا في قبورهم رمما ، ويوجدهم مرة أخرى أحياء ، ليوم المحشر والحساب ، والثواب والعقاب.
والخلاصة : أن بيان مراتب خلق الإنسان والحيوان ، والنبات ، دليل على أنه سبحانه قادر على كل الممكنات ، وعالم بكل المعلومات ، مما يثبت كون الإعادة ممكنة ، وأن المعاد مقدور عليه.
فقه الحياة أو الأحكام :
الغاية من التنزيل القراني إثبات ثلاثة أمور أساسية في العقيدة ، وهي توحيد الله ، واتصافه بصفات الكمال ، وتنزيهه عن كل نقص ، وإثبات البعث والحياة الأخروية ، وما فيها من ثواب وعقاب ، وإثبات الوحي والنبوة ورسالات الأنبياء بالمعجزة الخارقة للعادة ، لذا تكرر في القرآن التركيز على هذه الأصول ، وجاءت الآيات هنا للاستدلال على الأمر الثاني.
١ ـ استدل الله سبحانه وتعالى على إمكان حدوث البعث والقيامة وإحياء الموتى بإحياء الإنسان والحيوان والنبات بعد الموت والعدم ، فمن خلق أصل الإنسان من تراب ، ثم من ماء منشؤه الغذاء الناتج من التراب ، ثم رعاه حتى خلقه في أحسن تقويم ، ثم أعاده إلى الضعف ، قادر على إعادة خلقه وإيجاده وتكوينه كما قال : (إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ : كُنْ فَيَكُونُ) [يس ٣٦ / ٨٢].
ولقد أوضحت السنة أطوار الخلق ، جاء في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال : حدثنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهو الصادق المصدوق : «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل الملك ، فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه