الإعراب :
(أُمَّةً واحِدَةً) حال لازمة.
(لا يَرْجِعُونَ) : إما زائدة ، أي وحرام أنهم يرجعون ، أي إلى الدنيا ، وأن واسمها وخبرها خبر المبتدأ : (حَرامٌ). وإما غير زائدة ، ويكون (حَرامٌ) مبتدأ ، وخبره مقدر ، أي : وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون كائن أو محكوم عليه ، فحذف الخبر ، وحذف الخبر أكثر من زيادة «لا» وهو الأوجه عند أبي علي الفارسي والزجاج.
(حَتَّى إِذا فُتِحَتْ ..) جواب (إِذا) إما مقدر ، تقديره : قالوا : (يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا) ، وإما أن يكون الجواب قوله : (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُ) والواو زائدة ، وهذا مذهب الكوفيين ، وإما أن يكون الجواب قوله : (فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا).
البلاغة :
(وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ) التفات من الخطاب إلى الغيبة كأنه ينقل عنهم ما أفسدوه إلى آخرين للتقبيح ، واستعارة تمثيلية ، مثل اختلافهم في الدين وتفرقهم أحزابا بالجماعة التي تتوزع الشيء أنصباء.
(فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ) استعارة ، أستعير الكفران لمنع الثواب ، كما أستعير الشكر لإعطائه.
(يا وَيْلَنا) فيه إيجاز بالحذف ، أي : ويقولون : يا ويلنا.
(فَاعْبُدُونِ) ، (راجِعُونَ) ، (كاتِبُونَ) سجع لطيف.
المفردات اللغوية :
(إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ) الأمة لغة : القوم المجتمعون على أمر ، ثم شاع استعمالها في الدين أو الملة ، أي إن ملة التوحيد أو الإسلام ملتكم ودينكم أيها المخاطبون ، التي يجب عليكم أن تكونوا عليها. (أُمَّةً واحِدَةً) أي ملة واحدة غير مختلفة فيما بين الأنبياء. (وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) أي أنا الله لا إله غيري ، فوحدوني واعبدوني لا غير.
(وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ) أي جعل بعض المخاطبين أمر دينهم فيما بينهم قطعا ، بمعنى أنهم تفرقوا في الدين ، وتخالفوا فيه ، وجعلوا أمره قطعا موزّعة بقبيح فعلهم ، وهم طوائف اليهود والنصارى. (كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ) أي كل من الفرق المتجزئة راجعون إلينا فنجازيهم بأعمالهم.
(فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ) أي لا جحود ولا إنكار لعمله ، ولا تضييع لثوابه. (وَإِنَّا لَهُ