كاتِبُونَ) أي وإنا لسعيه مثبتون في صحيفة عمله ، لا نضيع شيئا منه بوجه ما ، ونأمر الحفظة بكتبه ، فنجازيه عليه.
(وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ) أي ممتنع على أهلها ، غير متصور منهم. (أَهْلَكْناها) أي حكمنا بإهلاكها أو قدرنا هلاكها ، أو وجدناها هالكة. (أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ لا) : زائدة ، أي ممنوع عليهم رجوعهم إلى التوبة أو إلى الدنيا.
(حَتَّى) غاية لامتناع رجوعهم ، أي يستمر عدم الرجوع إلى قيام الساعة وظهور أماراتها وهو فتح سد يأجوج ومأجوج. (إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ) أي إذا فتح سدهما ، وذلك قرب يوم القيامة ، وهما اسمان أعجميان لقبيلتين. (وَهُمْ) يعني يأجوج ومأجوج ، أو الناس كلهم. (مِنْ كُلِّ حَدَبٍ) مرتفع من الأرض. (يَنْسِلُونَ) يسرعون أو يخرجون مسرعين ، مأخوذ من نسلان الذئب ، أي إسراعه.
(وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُ) أي قرب يوم القيامة. (فَإِذا هِيَ) أي القصة ، وإذا : للمفاجاة ، كقوله : (إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ) [الروم ٣٠ / ٣٦] وهي جواب الشرط السابق وهو (حَتَّى إِذا ...). (شاخِصَةٌ) مرتفعة أجفانها لا تكاد تنظر ، من شدة الهول. (يا وَيْلَنا) أي يقولون : يا هلاكنا ، ويا : للتنبيه. (قَدْ كُنَّا) في الدنيا (فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا) اليوم ، لم نعلم أنه حق (بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ) أنفسنا بتكذيبنا الرسل ، وإخلال النظر.
التفسير والبيان :
يخبر الله تعالى عن أن دين الإنسانية دين واحد ، فيقول :
(إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً ...) أي إن ملة التوحيد أو ملة الإسلام هي ملة واحدة وشريعة واحدة ، متفق عليها بين جميع الأنبياء والشرائع ، وهي التي يجب أن تكونوا عليها ، فكونوا عليها أمة واحدة غير مختلفة فيما بين الأنبياء ، وأنا الله الذي لا إله غيري فاعبدوني وحدي ، ولا تشركوا معي شيئا آخر ، من ملك أو بشر أو حجر أو شجر أو صنم.
وقال في آية أخرى : (وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً ، وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) [المؤمنون ٢٣ / ٥٢]. وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيما رواه البخاري ومسلم وأبو داود وأحمد :