(ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ) منصوب من خمسة أوجه : إما بفعل مقدر ، أي وأنشأ ثمانية أزواج ، وإما بفعل تقديره : كلوا لحم ثمانية ، أو بدل من قوله : (حَمُولَةً وَفَرْشاً) أو بدل من (مِمَّا) في قوله : (كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ) ، أو بدل من ما في قوله : (وَحَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللهُ) أي حرموا ثمانية أزواج.
و (مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ) بدل من (ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ) أي اثنتين من الضأن ، واثنتين من المعز ، واثنتين من الإبل ، واثنتين من البقر.
(آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ) منصوب بحرم ، و (الْأُنْثَيَيْنِ) معطوف على (آلذَّكَرَيْنِ). و (أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ) : معطوف على (الْأُنْثَيَيْنِ).
البلاغة :
(حَمُولَةً وَفَرْشاً) بينهما طباق ، لأن الأولى كبار ، والثانية صغار (خُطُواتِ الشَّيْطانِ) استعارة للتحذير من طاعة الشيطان.
المفردات اللغوية :
(أَنْشَأَ) خلق وأوجد بالتدريج (جَنَّاتٍ) بساتين مزدانة بالأشجار وسميت جنات ؛ لأنها تجن الأرض ، أي تسترها (مَعْرُوشاتٍ) مرفوعات على العرائش والدعائم لتمتد عليها الأغصان كالكروم ، يقال : سقف البيت : عرشه (وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ) متروكات على وجه الأرض لم تعرش أو مستغنية بسوقها وأغصانها عن التعريش (مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ) أي يختلف ثمره وحبه في الهيئة والطعم (مُتَشابِهاً) في النظر (وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ) في الطعم (وَآتُوا حَقَّهُ) زكاته يوم حصاده أي قطافه من العشر أو نصفه (وَلا تُسْرِفُوا) بإعطاء كله ، فلا يبقى لعيالكم شيء (الْمُسْرِفِينَ) المتجاوزين ما حد لهم.
(حَمُولَةً) هي الكبار التي تطيق الحمل والعمل ، وتصلح لهما ، كالإبل والبقر الكبار وغيرها (وَفَرْشاً) هي الصغار التي لا تصلح للحمل والعمل ، كصغار الإبل وغيرها (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) أي طرائقه من التحريم والتحليل ، ومعنى الخطوة : المسافة بين القدمين (عَدُوٌّ مُبِينٌ) أي بيّن العداوة.
(ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ) أصناف (مِنَ الضَّأْنِ الضَّأْنِ) الغنم ذوات الصوف ، و (الْمَعْزِ) ذوات الأشعار (اثْنَيْنِ) زوجين اثنين : ذكر وأنثى (آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ) قل يا محمد لمن حرم ذكور