ضلال ، ويكونون دائما أعداء للهداة ، فقد نسبوا نوحا عليهالسلام في ادعاء النبوة إلى الضلال ، وكذبوه وتمردوا على دعوته ، وأمعنوا في إيذائه ، وأصروا على عبادة الأصنام.
ومهمة الأنبياء عادة هي تبليغ الرسالة. وهناك فرق بين تبليغ الرسالة وبين النصيحة وهو أن التبليغ معناه : التعريف بأنواع تكاليف الله وأقسام أوامره ونواهيه. وأما النصيحة : فهو الترغيب في الطاعة ، والتحذير من المعصية ، بالاعتماد على وسائل الترغيب والترهيب.
وذكرت الآيات الغاية التي من أجلها يبعث الله الرسول ، فقال تعالى : (لِيُنْذِرَكُمْ) وما لأجله ينذر ، وقال : (وَلِتَتَّقُوا) وما لأجله يتقون ، وقال (وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) إذ طاعة الرسول سبيل لاستدرار الرحمة الإلهية. فالمقصود من البعثة : الإنذار ، والمقصود من الإنذار : التقوى عن كل ما لا ينبغي ، والمقصود من التقوى : الفوز بالرحمة في دار الآخرة. قال الجبائي والكعبي والقاضي عبد الجبار المعتزلي : هذه الآية دالة على أنه تعالى أراد من الذين بعث الرسل إليهم : التقوى ، والفوز بالرحمة.
والنبي أو الرسول يكون عادة من جنس المرسل إليهم ، فهو بشر من جنس البشر الذين يدعوهم إلى الله. ولو كان ملكا فربما كان في اختلاف الجنس تنافر الطباع. لذا تكرر في قصة كل نبي : (رَجُلٍ مِنْكُمْ رَسُولاً مِنْهُمْ) إلخ.
وكانت عاقبة قوم نوح المكذبين الجاحدين المشركين إغراقهم بالطوفان العظيم.