بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، ولكن لا يستطيعون أن يجيبوا».
وكانت نتيجة الحوار أو المناظرة أن أذن مؤذن ، أي أعلم معلم ونادى مناد : أن لعنة الله على الظالمين ، أي لعنة الله (الطرد من رحمته) مستقرة عليهم ؛ لأنهم ظلموا أنفسهم بعدم الإيمان. والمؤذن : إما مالك خازن النار ، وإما ملك غيره.
ثم وصف الظالمين بقوله : (الَّذِينَ يَصُدُّونَ ...) أي الذين يمنعون الناس عن اتباع سبيل الله وشرعه وما جاءت به الأنبياء ، ويطلبون أن تكون السبيل معوجة غير مستقيمة ، حتى لا يتبعها أحد.
(وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كافِرُونَ) أي وهم بلقاء الله في الدار الآخرة كافرون ، أي جاحدون مكذبون بذلك ، لا يصدقونه ولا يؤمنون به ، فلهذا لا يبالون بما يأتون من منكر من القول والعمل ؛ لأنهم لا يخافون حسابا عليه ولا عقابا ، فهم شر الناس أقوالا وأعمالا.
وبين الفريقين : أهل الجنة وأهل النار حجاب أي حاجز مانع من وصول أهل النار ، وهو السور الذي قال الله تعالى فيه : (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ ، لَهُ بابٌ ، باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ ، وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ) [الحديد ٥٧ / ١٣].
وأعالي السور هي الأعراف التي قال الله تعالى فيها : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ ..) أي على أعالي ذلك السور رجال يرون أهل الجنة وأهل النار ، ويعرفون كلا منهم بعلامتهم من بياض وجوه المؤمنين وسواد وجوه الكافرين ، كما وصفهم الله بها في قوله : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ، ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ ، وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ ، تَرْهَقُها قَتَرَةٌ ، أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ) [عبس ٨٠ / ٣٨ ـ ٤٢].
وأهل الأعراف : هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم ، وهم موحدون قصرت