فالهرب الهرب ، إذا استغنى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، وانتسبوا في غير مناسبهم ، وانتموا إلى غير مواليهم ، ولم يرحم كبيرهم صغيرهم ، ولم يوقر صغيرهم كبيرهم ، وترك المعروف فلم يؤمر به ، وترك المنكر فلم ينه عنه ، وتعلم عالمهم العلم ليجلب به الدنانير والدراهم وكان المطر قيظا ، والولد غيظا ، وطولوا المنارات ، وفضضوا المصاحف ، وزخرفوا المساجد ، وأظهروا الرشى ، وشيدوا البناء ، واتبعوا الهوى ، وباعوا الدين بالدّنيا واستخفوا بالدماء ، وقطعت الأرحام ، وبيع الحلم وأكل الربا فخرا ، وصار الغنى عزّا ، وخرج الرجل من بيته فقام إليه من هو خير منه ، فسلم عليه ، وركب النساء السروج ، ثم غاب عنا. قال : فكتب بذلك نضلة إلى سعد ، فكتب سعد إلى عمر ، فكتب عمر إلى سعد : لله أبوك صر أنت ومن معك من المهاجرين والأنصار حتى تنزل هذا الجبل ، فإن لقيته فأقرئه مني السلام ، فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أخبرنا أن بعض أوصياء عيسى ابن مريم نزل ذلك الجبل ناحية العراق ، قال : فخرج سعد في أربعة آلاف من المهاجرين والأنصار حتى نزل ذلك الجبل ، أربعين يوما ينادى بالأذان في وقت كل صلاة فلا جواب ـ سياق الحديث لابن رزق.
أخبرنا أحمد بن علي اليزدي ـ في كتابه ـ أخبرنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن إسحاق الحافظ قال : أبو أميّة عبد الرّحمن بن محمّد بن علقمة الفرائضيّ سكن بغداد. وروى عن أبي فضالة مبارك بن فضالة القرشيّ ، وشعبة. روى عنه سوار بن عبد الله بن سوار العنبريّ.
حدّثنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهانيّ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي.
وأخبرنا محمّد بن الحسن بن أحمد الأهوازى ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن إسحاق الشّاهد ، بالأهواز ـ حدّثنا عمر بن أحمد ، حدّثنا خليفة بن خياط. قال : وأبو أميّة الفرضي مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
حدث عن أغلب بن تميم ، وعامر بن صالح بن رستم ، وعون بن المعمر ،
__________________
(١) ٥٣٧٢ الفرائضي : هذه النسبة إلى الفرائض ، وهي المقدرات وعلم المواريث ، ويقال لمن يعلم هذا العلم : الفرضي والفارض والفرائضي (الأنساب ٩ / ٢٥٨).