أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري ، أخبرنا أحمد بن عبيد ، أخبرنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : مات أبو مسلم عبد الرّحمن بن يونس يوم الأربعاء فجأة لعشر ليال خلون من رجب سنة أربع وعشرين ومائتين.
من أهل البصرة كان متأدبا شاعرا ، وقدم بغداد فاتصل بأحمد بن أبي دؤاد القاضي ، وأقام في ناحيته.
فأخبرني الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرني الصولي، حدّثني أبو علي الحسين بن يحيى الكاتب. قال : كان عبد الرّحمن بن عبيد الله بن محمّد بن عائشة شاعرا ، وكان متصلا بابن أبي دؤاد فكان يتسخط عليه ولا يرضي أفعاله ، وفي هجائه له :
أنت امرؤ غث الصنيعة رنها |
|
لا تحسن النعمي إلى أمثالي |
نعماك لا تعدوك إلا لامرئ |
|
في مثل مسكك من ذوى الأشكال |
فاسلم لغير صنيعة ترجى لها |
|
إلا لسدك خلة الأنذال |
قال : وكتب إليه أبوه يسأله عن خبره مع ابن أبي دؤاد ، فكتب إليه :
أنا في الخان أؤدي |
|
كل يوم درهمين |
نازل فيه كل نف |
|
سي على سحنة عين |
وأراني عن قليل |
|
لابسا خفى حنين |
ثم مات عبد الرّحمن ابن عائشة سنة سبع وعشرين ومائتين ، فخرج أبوه إلى سر من رأى لأخذ ميراثه ، فنزل بقرب دار ابن أبي دؤاد ، فكان الناس يقصدون ابن أبي دؤاد ويجدون ابن عائشة قريبا فيدخلون إليه ، فكثر امتنانهم عليه بذلك ، فقال ابن عائشة :
سأكشف عن تسليم أهل مودتي |
|
لهم مكشفا لا يستفيد لهم حمدا |
ففرق ما بين المحبين أنني |
|
ممر لإخواني وآتيهم قصدا |
وأقام مديدة فلم يرض أيضا فعل ابن أبي دؤاد ، وانصرف إلى البصرة. قال الصولي : وفي هذه القدمة سمع من ابن عائشة ، ابن بنت منيع ونظرائه ببغداد ، وسر من رأى.