فمهما تشأ منه فزارة تعطكم |
|
ومهما تشأ منه فزارة تمنعا |
وقال آخر :
من يثقفن منهم فليس بآئب |
|
أبدا وقتل بني قتيبة شافي |
وقد يدخلون (ما) بعد" لم" حيث كانت" لم" جازمة لشبهها بالنهي والجزاء كقول الشاعر :
يحسبه الجاهل ما لم يعلما (١) |
|
شيخا على كرسيّه معمّما |
وقد يقولون : " أقسمت لما لم تفعلن" لأن هذا طلب فصار كالأمر والنهي كأنه قال : (لا تفعلن).
وقد أدخلوها في أفعال مستقبلة في الخبر ، وقبلها" ما" زائدة ، وهو قولهم (بجد ما تبلغنّ) و (بجهد ما تنقلنّ) وفي مثل من أمثال العرب :
" في عضة ما ينبتنّ شكيرها" (٢)
وقولهم في مثل آخر :
" بآلم ما تختننّه" (٣)
وقالوا أيضا : " بعين ما أرينك"
فشبهوا دخول ما في هذه الأشياء بدخولها في الجزاء ، وجعلوا قوله :
__________________
(١) البيت من الكامل وقد نسبه البغدادي لبنت مرة بن عاهان الحارثي وهو من شواهد الكتاب : ٣ / ٥١٦ ، الخزانة : ٤ / ٥٦٥ ، العيني : ٤ / ٣٣٠ ، الأشموني : ٢ / ٣١٠ ، الهمع : ٢ / ٧٩.
(٢) شكرت الشجرة تشكر أي خرج منها الشكير وهو ما ينبت حول الشجرة من أصولها. والعضة : شجرة لها شوك. يضرب في تشبيه الولد بأبيه.
ويروى صدر بيت من الطويل لا يعلم قائله هو :
ومن عضة ما ينبتن شكيرها |
|
قديما ويقتط الزناد من الزند |
انظر الأمثال للميداني : ٢ / ٣١ ، المغني : ٣٤٠ ، ابن يعيش : ٧ / ١٠٣.
(٣) الأمثال للميداني : ١ / ١٤٧ ، المقتضب : ٣ / ١٥.