يسكنّه بعض العرب ، فيقولون : (رددن ردن) " فلما كان السكون فيه الكثير جعل بمنزلة ما لا يكون فيه إلا ساكنا" يعني ذوات الواو والياء.
قال : " وزعم يونس إنهم قالوا : كعّ يكعّ ، ويكعّ أجود ، لمّا كانت قد تحرك في بعض المواضع جعلت بمنزلة يدعّ ونحوها في هذه اللغة ، وخالفت باب جئت ، كما خالفتها في أنها قد تحرك"
أراد أن الذي يقول : يكعّ ، وماضيه كععت جاء على مثال صنع يصنع ، لأن باب كعّ لما كانت عين الفعل قد تتحرك في يكعع وكععن صار بمنزلة صنعن يصنعن ، وخالف باب جئت من ذوات الواو والياء ؛ لأنهما لا تتحركان إلا إذا كانتا عينين.
هذا باب الحروف الستة إذا كان واحد منها عينا وكانت الفاء قبلها
مفتوحة وكان فعل
" إذا كان ثانيه من الحروف الستة فإن فيه أربع لغات مطّرد فيه فعل وفعل وفعل وفعل ، إذا كان فعلا أو اسما أو صفة فهو سواء. وفي فعيل لغتان : فعيل وفعيل ، إذا كان الثاني من الحروف الستة مطّرد ذلك فيهما لا ينكسر في فعيل ولا فعل ، إذا كانت كذلك كسرت الفاء في لغة تميم ، وذلك لئيم وشهيد وسعيد ونحيب ورغيف وبخيل وبئيس ، وشهد ومحك ولعب ونغل ورحم ووخم ، وكذلك إذا كان صفة أو فعلا أو اسما ، وذلك قولك : رجل لعب ، ورجل محك ، وهذا ما ضغ لهم".
واللهم : الكثير البلع ، وهذا رجل وغل ، أي طفيلي كثير الدخول على من يشرب من غير أن يدعى ، " ورجل جئز" وهو الذي يغصّ بما يأكل ، والجأز : الغصص ، " وهذا عير نعر" (وهو الصياح) " وفخذ"
" وإنما كان هذا في هذه الحروف ، لأن هذه الحروف قد فعلت في يفعل ما ذكرت لك حيث كانت لامات من فتح العين ، ولم تفتح هي أنفسها ها هنا لأنه ليس في الكلام فعيل ، وكراهية أن يلتبس فعل بفعل فيخرج من هذه الحروف فعل ، فلزمها الكسر هاهنا وكان أقرب الأشياء إلى الفتح وكانت من الحروف التي تقع الفتحة قبلها بما ذكرت لك ، فكسرت ما قبلها حيث لزمها الكسرة وكان ذلك أخف عليهم حيث كانت الكسرة تشبه الألف ، فأرادوا أن يكون العمل من وجه واحد ، كما أنهم إذا أدغموا فإنما أرادوا أن يرفعوا ألسنتهم من موضع واحد ، وإنما جاز هذا في هذه الحروف حيث كانت تفعل في يفعل ما ذكرت لك ، فصارت لها قوة في ذلك