عذري ، وهو تعالىٰ باعتبار المَفَرِّية داخل في المستثنىٰ منه.
( وإدخالِكَ إيّايَ في سَعَةٍ مِنْ رَحْمَـتِكَ )
أي وغير إدخالِكَ ، معطوف علیٰ ( قَبولِكَ ).
المراد بالرحمة هنا : الرحمة الرحيمية ؛ إذ هو ثابت في سعة من رحمته الرحمانية. ويحتمل أن يكون المراد مطلق الرحمة.
( اللّهُمَّ فَاقْبَلْ عُذْرِي ، وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرّي ، وَفُكَّنِي مِنْ شَدِّ وَثاقِي )
الفكاك والتفكيك : التخليص ، كقوله تعالىٰ : ( فَكُّ رَقَبَةٍ ) (١).
الوَثاق ـ بالفتح ، وقد جاء كسر الواو فيه في لغة في الأصل ـ : حبل أو قيد يُشدّ به الأسير والدابة ، ثم استعمل في كلّ ما يقيّد به الشخص من الحبال والقيود والسلاسل والأغلال ، والذنوب والآثام التي تقيّد الإنسان ، ويصير كالأغلال في الأعناق.
فالتمس السائل من الله تعالىٰ إعتاق رقبته من قيود الخطيئات ، واستخلاص نفسه عن تحمّلها ، والترحّم علىٰ مسكنته وضرّه.
( يا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَني )
لأنّك وصفت خلقة الإنسان بالضعف في كتابك ، وقلت : ( وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا ) (٢) ؛ إذ بدن الإنسان مركّب من لطائف العناصر وصفوتها ، لا يطيق الشدائد
_____________________________
(١) « البلد » الآية : ١٣. |
(٢) « النساء » الآية : ٢٨. |