قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح دعاء كميل

118/206
*

الروح النباتي روحاً حيوانياً ، فانبعاثه من القلب كما قال عليه‌السلام ، وينبعث من طريق الشرايين إلىٰ جميع الأعضاء.

فالقلب منبع حياة جميع الأعضاء ، وكما قال الحكماء : منزلته في الإنسان الصغير منزلة الشمس في الإنسان الكبير.

ثمّ يستقل منه قسط إلىٰ الكبد ، ويصعد منه قسط صالح طريق بعض الشرايين إلىٰ الدماغ ، ونضّج فيه مرة اُخرىٰ فاعتدل وصار روحاً نفسانية ، محطّاً ومطية للقوىٰ المدركة الظاهرة والباطنة ، والقوىٰ والمحرّكة.

وهذا هو الدور الحيواني ، وإلىٰ هنا التصويرات في الأرحام.

الدورة الإنسانية

وإذا خرج المولود من بطن اُمّه إلىٰ رحم الأرض كان في الدرجة الحيوانية إلىٰ أوان البلوغ الصوري الظاهري ، ثم يأخذ في الدورة الإنسانية مستعملاً للفكر والروية ، فإما يسلك مسلك التوحيد ، وإمّا يذهب مذاهب اُخر إلىٰ ما شاء الله.

فجميع هذه مراتب النفس الإنسانية ، ولها درجات ومقامات اُخر من مراتب العقل بالقوّة ، والعقل بالملكة ، والعقل بالفعل ، والعقل المستفاد ، والفناء في العقل الفعّال الذي هو قدرة الله الملك المتعال ، كما قيل :

ونور الانسان وإن شاب الدجىٰ

فالهيكل الجامع للتوحيد جا

طبع لدىٰ الحدوث جسماني

وفي البقاء هو روحاني

ومجمع الصفات تشبيهيهْ

ومظهر النعوت تنزيهيّهْ

كما بأوج الملكوت طائرُ

فبحضيض الملك أيضاً سائرُ

كما هو الفعّال للتعقّل

يدرك بالإحساس والتخيّل

والبدن المقبور من مراتبه

فليحترم فليس من مثالبه

من ذا قرابين وزور شرعا

في الحكم عظمه الرميم تبعا

left