كلمة قيمة حول الدعاء بقلم الشهيد مرتضى المطهري ( رحمه الله )
بسم الله الرحمن الرحيم
روحانية الدعاء
بغض النظر عن اجر الدعاء وثوابه ، أو الاستجابة التي ينشدها فإن الدعاء إذا تجاوز اللسان والألفاظ ، وتناغم القلب مع اللسان ، واهتزت روح الانسان مع هذا الدعاء ، فسوف يشعر الانسان بروحانية مقدسة هائلة ، كما لو رأى نفسه غريقاً في أمواج النور ، يحس في تلك اللحاظات بقداسة الطبيعة الانسانية ، ويدرك جيداً كيف كان منحطاً ، غبياً ، في اللحاظات الاخرى التي يشغل نفسه فيها بالأشياء ، والهموم الصغيرة ، والتافهة ، حيث يقلق من أجلها ويتألم ، ان الانسان يحس بالذل حين يطلب شيئاً من غير الله ، ولكن حين يطلبه من الله فسيشعر بالعزة لذلك كان الدعاء طلباً ومطلوباً ، وسيلة وغاية ، مقدمة ونتيجة ، وأولياء الله لا يتلذذون بشيء كالدعاء ، فإنهم يكشفون لدى محبوبهم الحقيقي كل طموحات وآمال قلوبهم ، ويهمهم الدعاء نفسه ، والطلب والاحتياج ، أكثر مما تهمهم مطالبهم ، وتحقيق آمالهم ، لا يشعرون بالملل والتعب أبداً في تلك اللحاظت كما يشير لذلك الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في خاطبه لكميل النخعي :
« هجم بهم العلم على
حقيقة البصيرة ، وباشروا روح اليقين ، استلانوا ما استوعوه المترفون ، وآنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، وصحبوا الدنيا