والمخالفة في بعض الأوامر وقعت عني لسببين :
أحدهما : السبب الطبيعي الذي هو اغترار نفسي المسوّلة.
والآخر : هو السبب الإلهي الذي هو قضاؤك الذي لا مردَّ له ، كما قيل : إذا جاء القضاء ضاق الفضاء ، وإذا جاء القدر عمىٰ البصر.
قضا چون از گردون فرو ريخت پر |
|
همه عاقلان کور گردند و کر |
چون قضا آيد طبيب ابله شود |
|
و آندوا در نفع خود گمره شود |
از قضا سرکنگبين صفر آفزود |
|
روغن بادام خشکی مينمود |
فأين الحجّة وأي حجة لي في ذلك ؟.
( وألزَمِنَي فِيهِ حُكْمُكَ وَبَلاؤك )
حكمه تعالىٰ : مشيئته الفعلية ، كقوله تعالىٰ : ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ ) (١).
والبلاء : بمعنىٰ الابتلاء والامتحان.
وقوله : ( ألزمني ) أي أثبتني وقّفني ، والضمير الغائب راجع إلىٰ التجاوز والتخالف في الأوامر والحدود.
( وَقَدْ أَتيْتِكُ يا إلٰهي بَعْدَ تَقْصِيري وإسْرافِي عَلَىٰ نَفْسِي ، مُعْتَذِراً نادِماً ، مُنْكَسِراً مُسْتَقِيلاً ، مُسْتَغِفْراً منيباً ، مُقرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً ، لا أجِدُ مَفَرّاً مِمّا كانَ مِنّي ، ولا مَفْزَعاً أتَوَجَّهُ إليهِ في أمْرِي ، غَيرَ قَبولِكَ عُذْرِي )
التقصير : التفريط في الأعمال كما مرّ ، والإسراف : هو الإفراط فيها بحيث يتجاوز عن الحدود.
_____________________________
(١) « الإنسان » الآية : ٣٠ ؛ « التكوير » الآية : ٢٩.