مثلاً أمر الله تعالىٰ بإتيان الصلاة وإقامتها في وقتها مع شرائطها المقرّرة ، إن صلىٰ أحدٌ غير جامع لشرائطها ، أو لم يصلِّ في وقتها عامداً عالماً ، كان مخالفاً لأمره تعالىٰ.
ومن جملة أوامره الأمر بتحصيل المعرفة ، كما فسّروا قوله تعالىٰ : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) (١) أي ليعرفون. وكذا في قوله تعالىٰ : ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ ) (٢) ؛ إذا العبادة فرع علىٰ معرفة المعبود ولو إجمالاً.
وأقلّ مراتب معرفته تعالىٰ : معرفته بالبرهان ، كما قال تعالىٰ : ( قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ) (٣).
وقال الباقر عليهالسلام : ( إنّي لوددت أن أضرب رؤوسكم بالسياط حتّىٰ تتفقهوا في الدين ، وتستنبطوا اُصول عقائدكم بالحجج والبراهين ) (٤).
وروي : ( المتعبّدون بغير علم كحمار الطاحونة ) (٥).
( فَلَكَ الحَمْدُ عَلَيَّ فِي جَميْعِ ذلِكَ )
كما في الدعاء : ( نحمدك علىٰ بلائك ، كما نشكرك علىٰ آلائك ).
وحقّ الحمد وحقيقته ما حمد الله به نفسه ، إذ حمده هو الوجود المنبسط بشراشره ، فإنّ حقيقة الحمد هي إظهار فضائل المحمود وفواضله ، وشرح جماله وجلاله ، وهو بتمامه شارح كمالاته تعالىٰ وأفضاله ، وواصف كراماته وإجلاله ، وإعراب عمّا في مرتبة غيب الغيوب ، كما ورد أنَّ كلامه تعالىٰ فعله.
قال السيد المحقّق الداماد ـ نوّر الله ضريحه ـ في القبسات : « أفضل مقامك
_____________________________
(١) « الذاريات » الآية : ٥٦. |
(٢) « البينة » الآية : ٥. |
(٣) « البقرة » الآية : ١١١.
(٤) « قرة العيون » للكاشاني ، ص ٢٠ ، وفيه : « ليت السياط علىٰ رؤوس أصحابي حتىٰ يتفقهوا في الحلال والحرام ».
(٥) « بحار الأنوار » ج ١ ، ص ٢٠٨ ، ح ١٠ ، وفيه : « المتعبد علىٰ غير فقه ... ».