ابن أبي نجران ، عن حمّاد بن عثمان ، عن المسمعي ، قال : لمّا قتل داود بن علي المعلّى بن خنيس ، قال أبو عبد الله عليهالسلام لأدعونّ الله على من قتل مولاي ، وأخذ مالي ، فقال له داود : إنّك لتهدّدني بدعائك.
قال حمّاد : قال المسمعي : وحدّثني معتب أنّ أبا عبد الله عليهالسلام لم يزل ليلته راكعا وساجدا ، فلمّا كان السحر سمعته يقول وهو ساجد ، اللهمّ إنّي أسألك بقوّتك القويّة ، وبجلالك الشديد الذي كل خلقك له ذليل أن تصلي على محمد وأهل بيته وأن تأخذه الساعة الساعة ، فما رفع رأسه حتى سمعنا الصيحة في دار داود بن علي ، فرفع أبو عبد الله عليهالسلام رأسه وقال : إنّي دعوت الله بدعوة بعث الله عزوجل عليه ملكا فضرب رأسه بمرزبة من حديد انشقّت منها مثانته فمات (١).
وروى أيضا عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن عمير ، عن حمّاد بن عثمان ، عن الوليد بن الصبيح ، قال : جاء رجل إلى أبي عبد الله عليهالسلام يدّعي على المعلّى بن خنيس دينا عليه ، فقال : ذهب بحقي.
فقال له أبو عبد الله عليهالسلام : ذهب بحقّك الذي قتله ، ثم قال للوليد : قم إلى الرجل فأقضه من حقّه ، فإنّي أريد أن أبرد عليه جلده الذي كان باردا (٢).
وروى أيضا عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الوليد بن صبيح ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : دخلت عليه يوما وألقى إليّ ثيابا وقال : يا وليد ، ردّها على مطاويها ، فقمت بين يديه ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : رحم الله المعلّى بن خنيس ، فظننت أنّه شبه قيامي بين يديه قيام المعلّى بين يديه ، ثم قال : أفّ للدنيا ، أفّ للدنيا ، إنّما الدنيا دار بلاء ، يسلّط الله فيها عدوّه على وليّه وإن
__________________
(١) اصول الكافي ج ٢ باب الدعاء على العدو الحديث ٥ ص ٥١٣ مطبعة الحيدري.
(٢) فروع الكافي ج ٣ باب الدين الحديث ٨ ص ٨٨ دار التعارف للمطبوعات.