ويأخذون منهم الدراهم ، فكانوا يأتون من ذلك بكلّ منكر ، فسمعت العوامّ بذلك منهم ، فمنهم من هلك ، ومنهم من أنكر ، وهؤلاء مثل المفضّل بن عمر ، وبنان وعمرو النبطي وغيرهم ، ذكروا انّ جعفرا حدّثهم أنّ معرفة الامام تكفي من الصوم والصلاة ، وحدّثهم عن أبيه ، عن جدّه وأنّه حدّثهم قبل يوم القيامة ، وإنّ عليّا عليهالسلام في السحاب يطير مع الريح ، وأنّه كان يتكلّم بعد الموت ، وأنّه كان يتحرّك على المغتسل ، وانّ إله السماء ، وإله الأرض الامام ، فجعلوا لله شريكا ، جهّال ، ضلّال ، والله ما قال جعفر شيئا من هذا قطّ ، كان جعفر أتقى لله وأورع من ذلك ، فسمع الناس ذلك فضعّفوه ، ولو رأيت جعفرا لعلمت انّه واحد الناس (١).
ومنها : ما رواه عن حمدويه ، قال : حدّثني محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد بن عثمان ، عن إسماعيل بن عامر ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فوصفت له الأئمّة حين انتهيت إليه قلت : وإسماعيل من بعدك؟
فقال : أمّا ذا فلا. قال حمّاد فقلت لإسماعيل وما دعاك إلى أن تقول وإسماعيل من بعدك؟
قال : أمرني المفضّل بن عمر (٢).
وهذه الروايات الذامّة ضعيفة السند إلّا روايتان أو ثلاث.
ثمّ انّ السيّد الاستاذ ذهب إلى انّ ما صحّ من الروايات الذامّة لا بدّ من ردّ علمها إلى أهلها ، فإنّها لا تعارض الروايات المادحة لكثرتها وتضافرها واشتمالها على ما هو الصحيح سندا ، بحيث لا يبعد دعوى العلم بصدورها عن المعصومين عليهمالسلام إجمالا (٣).
__________________
(١) رجال الكشي ج ٢ ص ٦١٥ مؤسسة آل البيت (ع).
(٢) ن. ص ص ٦١٨.
(٣) معجم رجال الحديث ج ١٩ ص ٣٢٩ الطبعة الخامسة.