إن كل من ادعى
اعتبار روايات الكافي ، استند الى كلام الشيخ الكليني رحمهالله في مقدمته للكتاب ، فلا بد من ملاحظته وبيان مدى دلالته
على المدعى.
قال الكليني قدسسره في ديباجة الكافي : أما بعد ، فقد فهمت يا أخي ما شكوت ...
وقلت إنك تحب ان يكون عندك كتاب كاف يجمع فيه من جميع فنون علم الدين ما يكتفي به
المتعلم ، ويرجع إليه المسترشد ، ويأخذ منه من يريد علم الدين ، والعمل به ،
بالآثار الصحيحة عن الصادقين عليهمالسلام ، والسنن القائمة التي عليها العمل ، وبها يؤدى فرض الله عزوجل ، وسنّة نبيه صلىاللهعليهوآله ... ، وقد يسّر الله وله الحمد تأليف ما سألت ، وأرجو أن
يكون بحيث توخيت ... الخ ».
وتقريب الاستدلال
: هو ان السائل قد سأل الشيخ الكليني قدسسره عن كتاب يشتمل على خصائص :
١ ـ أن يكون كافيا
جامعا لجميع فنون علم الدين ، من الاصول ، والفروع.
٢ ـ أن يكتفي به
المتعلم ، ويرجع إليه المسترشد.
٣ ـ أن يكون كل
ذلك بالآثار الصحيحة عن الصادقين عليهماالسلام ، من النبي والائمة عليهمالسلام.
٤ ـ ان تكون تلك
الآثار معمولا بها عند أهل الحق ، وبها يؤدى فرض الله تعالى وسنّة نبيه صلىاللهعليهوآله ، هذا إذا كان قوله والسنن القائمة عطف تفسير ، وأما إذا
كان متعلقا بقوله والعمل به ، فهو قيد للاخبار المتضمنة للاحكام الفرعية دون
الاصول.
وقد استجاب الشيخ
الكليني قدسسره الى سؤاله بتأليف هذا الكتاب الجليل ، الذي صار مرجعا من
حين تأليفه إلى يومنا هذا مع اجلاله وتقديره ، وقد كان أمل
__________________