مثل «اعرفوا ـ
ارفعوا ـ منازل شيعتنا بمقدار روايتهم عنا» .
فمن مجموع هذه
الامور يقوى القول بأن الاجازة أمر مرغوب في نفسه ، ومستحب مؤكد ، وليست الاجازة
لمجرد التيمن والتبرك ، كما أنها ليست على نحو اللزوم.
والحاصل أن
للاجازة فوائد تترتّب عليها ، كاتصال الطريق إلى الروايات والكتب وأصحابها ، كما
أنها تكون خلاصة للسماع والقراءة ، وان كانت أدنى رتبة منهما لاجمالها وتفصيلهما ،
إلا أن فائدتها لا تقصر عنهما ، وبواسطتها يمكن الاستناد إلى شخص الراوي وصاحب
الكتاب لا بدونها.
كما أن الاجازة
بمنزلة التصحيح فيما إذا كان متعلقها معلوما لكونها ليست إذنا مطلقا ، بل فيما إذا
كان المجيز ملتفتا إلى الرواية من حيث خلوها عن التصحيف ، والخطأ ، والتحريف ،
ونحو ذلك ، وبناء عليه تترتب بعض الاحكام المتعلقة بالاجازة وهي :
١ ـ إن الكتاب إذا
كان مشهورا أو الرواية إذا كانت متواترة فلا حاجة إلى ذكر التصحيف ، والتصحيح في
الاجازة.
٢ ـ في حالة عدم
شهرة الكتاب أو تواتر الرواية ، فمع تعدد النسخ لا بدّ من تعيين النسخة المجازة ،
والا فلا فائدة فيها إذ الاجازة حينئذ بمنزلة الاذن المطلق ، ولا أثر يترتب عليه.
٣ ـ تظهر فائدة
الاجازة في الروايات والكتب الروائية ، أما غيرها من كتب التاريخ واللغة والحكمة
وغيرها وإن اجراها بعضهم فيها إلا أنه إلحاق لها بالرواية والأصل عدمه ، وتظهر
الثمرة في حالتي التصحيح والتصحيف ، إذ
__________________