قد يقال بتوثيق جميع من وقع في اسناد روايات كتاب المزار ، اعتمادا على شهادة مؤلفه في أول الكتاب ، حيث قال : «فإني قد جمعت في كتابي هذا من فنون الزيارات للمشاهد ، وما ورد في الترغيب في المساجد المباركات ، والأدعية المختارات ، وما يدعى به عقيب الصلوات ، وما يناجى به القديم تعالى من لذيذ الدعوات ، في الخلوات ، وما يلجأ إليه من الادعية عند المهمات مما اتصلت به ثقاة الرواة الى السادات» (١).
ومحل الشاهد من كلامه ، عبارته الأخيرة ، فإنها كالصريحة في أن ما يذكره من الزيارات والادعية ، وبعض الأحكام مروي عن الثقاة المنتهي إلى السادات عليهمالسلام ، ويقع البحث كما تقدم في ثلاث جهات :
الجهة الاولى : في المؤلف.
وهو الشيخ محمد بن جعفر بن علي بن جعفر المشهدي.
وقد استشكل السيد الاستاذ قدسسره ، على هذه الجهة بقوله : «لم يظهر اعتبار هذا الكتاب في نفسه ، فإن محمد بن المشهدي لم يظهر حاله ، بل لم يعلم شخصه ، وان أصرّ المحدث النوري : على أنه محمد بن جعفر بن علي بن جعفر المشهدي الحائري ، فإن ما ذكره في وجه ذلك لا يورث الا الظن (٢)».
وحاصله عدم العلم بحاله ، ثم عدم المعرفة بشخصه.
والظاهر اندفاع كلا الامرين ، وبيان ذلك : أما من جهة حاله فهو : أن المستفاد من مراجعة كتب التراجم ، أن هذا العنوان (ابن المشهدي) قد أطلق على ثلاثة أشخاص :
الاول : ذكره الشيخ منتجب الدين في فهرسته قائلا : السيد أبو البركات
__________________
(١) عن مستدرك الوسائل ج ٣ الطبعة القديمة ص ٣٦٨.
(٢) معجم رجال الحديث ج ١ ص ٥١ الطبعة الخامسة.