وعليه فيمكن اعتباره ، وعده من الممدوحين الذين لا يقصرون عن الوثاقة ، ومن الجدير بالذكر ان القاضي النعمان عاش ـ كما ذكرنا ـ في دولة الفاطميين الاسماعيلية ، واقتصر في روايات كتابه على ما روى عن الأئمة عليهمالسلام ، إلى الامام الصادق عليهالسلام ، ولم يصرح باسم أحد من الأئمة عليهمالسلام من بعده ، وعللوا ذلك بأنه كان يتقي ، كما يظهر من بعض الموارد ، وقد أقام المحدث النوري قدسسره ، قرائن كثيرة على أنه كان أثني عشريا ، ولم يكن إسماعيليا.
ومن تلك الموارد المشار اليها ما ذكره في التعقيبات بذكر الأئمة عليهمالسلام (١)
ومنها مسألة المتعة ، وقوله بحرمتها (٢).
ومنها قوله بعدم تنجس الماء القليل بالملاقاة (٣) ، وغيرها من الموارد.
الا أنه بناء على وثاقته ، لا فرق عندنا بين كونه إماميا ، أو إسماعيليا ، في الأخذ بروايته.
أما الجهة الثانية : فلا طريق لنا إلى الكتاب ، والمحدث النوري قدسسره وإن عده من الكتب المعتبرة ، إلّا أنه لم يذكر طريقا إليه ، وقد بالغ العلامة شيخ الشريعة الاصفهاني قدسسره في تصحيح رواياته (٤).
قد يقال بأن الكتاب كان مشهورا ، لكون المؤلف قاضيا في مدة طويلة لثلاثة من السلاطين ، ونقل انهم جعلوا مالا لمن يحفظ الكتاب ، وبناء عليه فلا
__________________
(١) قال في ص ١٧١ من الدعائم ج ١ روينا عن الائمة : بالتقرب بعد كل صلاة فريضة فإذا سلم المصلي بسط يديه ورفع باطنهما ثم قال : اللهم اني اتقرب إليك بمحمد رسولك ونبيك ، وبوصيه علي وليّك ، وبالأئمة من ولده الطاهرين ، الحسن والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، ويسمي إماما إماما إلى ان ينتهي إلى إمام عصره ، ثم يقول : اللهم إني اتقرب إليك بهم ، واتولاهم ، وابرأ إليك من اعدائهم.
(٢) ن. ص ج ٢ ص ٢٢٨.
(٣) ن. ص ج ١ ص ١١٣.
(٤) افاضة القدير في أحكام العصير ـ نشر جامعة المدرسين ـ ص ٣٠.