قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح كتاب سيبويه [ ج ٣ ]

شرح كتاب سيبويه [ ج ٣ ]

348/504
*

ذلك قوله عزوجل : (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ)(١) وقال ابن الاطنابة :

أبلغ الحارث بن ظالم المو

عد والناذر النذور عليّا (٢)

أنّما تقتل النيّام ولا تق

تل يقظان ذا سلاح كميا

فإنما وقعت" أنما" هاهنا لأنك لو قلت : (أن إلهكم إله واحد) ، (وأنك تقتل النيام) كان حسنا وإن شئت قلت : أنما تقتل النيام ، على الابتداء زعم ذلك الخليل ، فأما" أنما" فلا تكون اسما وأنما هي فيما زعم الخليل بمنزلة فعل ملغي. مثل : (أشهد لزيد خير منك) لأنها لا تعمل فيما بعدها. ولا تكون إلا مبتدأة بمنزلة [إذ] و" إذا" لا تعمل شيئا.

واعلم أن الموضع الذي لا يجوز فيه" إنّ" إلا مبتدأة لا تكون فيه" أنما" إلا مبتدأة مثل قولك :

" وجدتك أنما أنت صاحب كل خنى"

لأنك لو قلت : وجدتك أنك صاحب كل خنى لم يجز. وذلك أنك إذا قلت : أرى أنه منطلق" فأنما وقع الرأي على شئ لا يكون الكاف التي في وجدتك ونحوه من الأسماء. فمن ثم لم يجز : رأيتك إنك منطلق وأنما أدخلت" أنما" على هذا الكلام مبتدأ كأنك قلت : وجدتك أنت صاحب كل خنى. ثم أدخلت" أنما" على هذا الكلام فصار كقولك : " أنما أنت صاحب كل خنى" لأنك أدخلتها على كلام قد عمل بعضه في بعض. ولم تضع" أنما" في موضع" ذاك" إذا قلت : " وجدتك ذاك" لأن" ذاك" هو الأول. و" أن" و" أنما" أنما يصيران الكلام شأنا وحديثا فلا يكون الخبر ولا الحديث" الرجل" ولا" زيدا" ولا أشباه ذلك من الأسماء. وقال كثير.

أراني ولا كفران لله إنّما

أواخي من الأقوام كل بخيل (٣)

__________________

(١) سورة الكهف ، الآية : ١١٠ / سورة فصلت ، الآية : ٦.

(٢) الأغاني : ١٠ / ٢٩ ، ابن يعيش : ٨ / ٥٦.

(٣) ديوان كثير ٢٤٨ ، الخصائص : ١ / ٣٣٨ ، ابن يعيش ٣ / ٥٥.