ربما طعنت لضيف مقيل |
|
دون بصري وطعنته بحلها (١) |
وقد تحمل (ما) في (قلما) على الزيادة ، ويرفع الاسم بعدها ب (قل) وعلى ذلك حمل بعض الناس قوله : (وقلما وصال) مبتدأ ، وما بعده خبره ، والمبتدأ والخبر صلة (ما) ، وهي مرفوعة ب (قل).
وذكر سيبويه (هلا) و (لو لا) و (ألّا) فعال : ألزموهن (لا) وجعلوا كل واحدة منهن مع (لا) بمنزلة حرف واحد ، فأخلصوهن للفعل ، حيث دخل فيهن معنى التخصيص ، وترك (لو لا) وهو مثلهن في المعنى ، وقد ألزمت (ما) وهي مثل (لا) في النهي. وباقي الباب مستغنى عن شرحه.
هذا باب الحروف التي يجوز أن يليها بعدها الأسماء ويجوز أن يليها
بعدها الأفعال
وهي (لكن) و (كأنما) و (إذ) لأنها حروف لا تعمل شيئا ، فتركت الأسماء بعدها على حالها ، كأنه لم يذكر قبلها شيء ، فلم يجاوز ذاتها إذ كانت لا تغير ما دخلت عليه ، فيجعلوا الاسم أولى بها من الفعل ، وسألت الخليل ، عن قول العرب : انتظروني كما آتيك ، فزعم أن (ما) و (الكاف) جعلتا بمنزلة حرف واحد ، وصيّرت الفعل ، كما صيّرت للفعل (ربما) والمعنى : لعلي آتيك ، فمن ثم لم ينصبوا به الفعل ، كما لم ينصبوا ب (ربما). قال رؤبة :
لا تشتم النّاس كما لا تشتم (٢)
وقال أبو النجم :
قلت لشيبان ادن من لقائه |
|
كما تغدّي القوم من شوائه (٣) |
وقال أبو سعيد : يرتفع الفعل بعد (كما) من وجوه منها : أن تجعل الكاف ، وهي كاف التشبيه في الأصل مع (ما) كشيء واحد يليها الفعل ، ورفع بعدها ، كما رفع بعد (ربما) وجعلت بمعنى لعل ، والفعل للاستقبال دون الحال ، وفيه معنى كي ، وإن ارتفع الفعل كقولك للرجل ائتني لعلي أهب لك. قال الله عزوجل : (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ
__________________
(١) البيت ورد منسوبا لعدي بن الرعلاء.
(٢) البيت في ديوانه ١٨٣ ، الخزانة ٤ / ٢٨٢.
(٣) البيت في ديوانه ، الكتاب ٣ / ١١٦.