والياء ، وبعض قد جاء بالياء وحدها على ما بيّن سيبويه من ذلك وشرحه.
وقد ذكر الكوفيّون في فعل التعجب إسقاط النون : ما أقربي منك ، وما أحسني ، وما أجملي ، وهم يعنون : ما أحسنني ، وأجملني. وما ذكر البصريّون من هذا شيئا ، ولست أدري أعن العرب حكوا هذا؟ أم قايسوه على مذهبهم في : ما أفعل زيدا ؛ لأنه اسم عندهم في الأصل.
وقد احتج سيبويه لقطني ، ولدني ، وعنّي ، ومنّي ، أنهم لم يحركوا الطاء والنونات كراهية أن تشبه الأسماء نحو : يد ، وهن ، وقد بيّنا أنّ الاسم الذي آخره متحرك بإعراب أو بناء أنه إذا اتصل به ياء المتكلم كسر آخره ، ويد ، وهن من الأسماء المعربة المتحركة الأواخر. وهن عبارة عن كل اسم منكور ، كما أن قولنا : فلان عبارة عن كل اسم علم ممّا يعقل. وكلام سيبويه في باقي الباب مفهوم.
هذا باب ما يكون مضمرا فيه الاسم متحولا عن حاله إذا
أظهر بعده الاسم
قال سيبويه : " وذلك لولاك ولولاي ، إذا أضمر فيه الاسم جرّ ، وإن أظهر رفع. ولو جاء الإضمار على القياس لقلت : لو لا أنت ، كما قال تعالى : (لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ) [سبأ : ٣١] ؛ ولكنهم جعلوه مضمرا مجرورا.
والدليل على ذلك أنّ الياء والكاف لا يكونان علامة مضمر مرفوع.
قال يزيد بن الحكم بن أبي العاص :
وكم موطن لولاي طحت كما هوى |
|
بأجرامه من قلّة النّيق منهوي (١) |
وهذا قول الخليل ويونس.
وأما قولهم : عساك فالكاف منصوبة. قال الراجز ، وهو رؤبة :
يا أبتا علّك أو عساكا (٢)
والدليل على أنها منصوبة أنك إذا عنيت نفسك كانت علامتك ني. قال عمران بن حطّان :
__________________
(١) البيت في ديوانه ، الخزانة ٥ / ٣٦ ، ٣٣٧ ؛ ابن يعيش ٣ / ٧٨ ؛ الكتاب ٢ / ٣٧٤ ؛ تاج العروس (جرم) ؛ المقتضب ٣ / ٧٣.
(٢) البيت في ديوانه ١٨١ ، الخزانة ٥ / ٣٦٢ ، ٣٦٧ ، ٣٦٨ ؛ وابن يعيش ٢ / ١٢ ، ٣ / ١٢٠ ؛ الكتاب ٢ / ٣٧٥.