مسائل كثيرة ، من ذلك أن يأخذ برأيهم فى أن المصدر أصل والفعل مشتق منه (١) وأن المبتدأ رافعه الابتداء (٢) ، وأن ناصب المفعول به الفعل السابق له (٣) ، وأن المضارع منصوب بعد حتى بأن مضمرة وجوبا (٤) ، وكذلك بعد أو وفاء السبيبا وواو المعية (٥) ، وأن العامل فى باب التنازع هو الفعل الثانى (٦) ، وأن نعم وبئس فعلان ، وكذلك فعل التعجب (٧) ، وأن المفعول معه منصوب بالفعل مع توسط واو المعية (٨) ، وأن الاسم المرفوع بعد إذا الشرطية فى مثل (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) فاعل لفعل محذوف ، وكذلك بعد همزة الاستفهام فى مثل أزيد قام (٩) ، وأن علة بناء الاسم شبهه بالحرف أو تضمنه معناه (١٠) ، وأن الإعراب أصل فى الأسماء فرع فى الأفعال وإنما أعرب المضارع لشبهه باسم الفاعل (١١).
وبجانب ذلك كان يأخذ بوجهة النظر الكوفية فى مسائل مختلفة ، من ذلك إعمال إن النافية عمل ليس متابعا فى ذلك أستاذه الفارسى والكوفيين ، كما مر بنا منذ قليل ، وإن لاحظ أن إعمالها يشوبه غير قليل من الضعف ، يقول تعليقا على قراءة سعيد بن جبير الآية الكريمة : (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ) : «ينبغى أن تكون إن هذه بمنزلة ما ، فكأنه قال : ما الذين تدعون من دون الله عبادا أمثالكم ، فأعمل إن إعمال ما [العاملة عمل ليس] وفيه ضعف لأن إن هذه لم تختص بنفى الحاضر اختصاص ما به ، فتجرى مجرى ليس فى العمل» (١٢). وكان الكسائى ـ كما مرّ بنا فى غير هذا الموضع ـ يجيز وجود الفعل بدون فاعل ، على نحو ما أجاز ذلك فى مثل قام وقعد عمرو ، إذ ذهب إلى أن عمرا فاعل قعد ، وقام لا فاعل لها ، وتبعه أبو على الفارسى يحتم ذلك فى قلّ حين تتصل بها ما ، ويقول ابن جنى إن «قلما يقوم زيد» دخلت فيه ما على قلّ كافة لها عن عملها ، ومثله كثر ما وطالما» (١٣). وكان يتابع أستاذه والكوفيين فى أن أو تأتى
__________________
(١) الخصائص ١ / ١١٣ ، ١١٩ وانظر المنصف ١ / ٦٥.
(٢) الخصائص ١ / ١٦٦.
(٣) الخصائص ١ / ١٠٢.
(٤) الخصائص ٣ / ٢٦٠.
(٥) الخصائص ١ / ٢٦٣ وما بعدها.
(٦) الخصائص ٢ / ٢٠٩.
(٧) المنصف ١ / ٢٤١.
(٨) سر صناعة الإعراب ١ / ١٤٤.
(٩) الخصائص ٢ / ٣٨٠.
(١٠) الخصائص ١ / ١٩٧.
(١١) الخصائص ١ / ٦٣.
(١٢) المحتسب ١ / ٢٧٠.
(١٣) الخصائص ١ / ١٦٧ ، ١٦٨.