الفصل الرابع
ثعلب وأصحابه
١
ثعلب
هو أبو العباس أحمد (١) بن يحيى ، كان أبوه من موالى بنى شيبان ، ويغلب أن يكون فارسىّ الأصل ، ولد ببغداد سنة ٢٠٠ للهجرة ، وألحقه أبوه منذ نعومة أظفاره بكتّاب تعلم فيه الكتابة ، وحفظ القرآن الكريم وشدا بعض الأشعار ، وما كاد يخطو على عتبة سنته التاسعة حتى أخذ يختلف إلى حلقات العلماء ، وخاصة علماء اللغة والعربية ، حتى إذا اشتد عوده أخذ نفسه بجهد صارم فى التزود باللغة والنحو ، أما النحو فلزم فيه حلقات تلامذة الفرّاء : أبى عبد الله الطّوال ومحمد بن قادم وسلمة بن عاصم ، وعكف على حلقة الأخير حيث كان يملى على الطلاب كتب الفراء ، وكان يؤديها أداء بارعا. وعليه ابتدأ النظر فى حدود الفراء ، وهو فى السادسة عشرة من عمره ، وما إن بلغ الخامسة والعشرين حتى كان قد حفظ كل ما للفراء من كتب. وأما اللغة فلزم فيها حلقات ابن الأعرابى بضع عشرة سنة. ولم يلحق الأصمعى وأبا عبيدة وأبا زيد ، وإنما لحق تلاميذهم ، وأخذ عنهم مادة علمهم اللغوى ، أما الأصمعى فأخذ كتبه عن تلميذه أبى نصر أحمد بن حاتم ، وأخذ كتب أبى عبيدة عن تلميذه الأثرم وكتب أبى زيد عن تلميذه ابن نجدة ، كما أخذ كتب أبى عمرو الشيبانى عن ابنه عمرو.
__________________
(١) انظر فى ترجمة ثعلب أبا الطيب اللغوى ص ٩٥ والزبيدى ص ١٥٥ وتاريخ بغداد ٥ / ٢٠٤ ونزهة الألباء ص ٢٢٨ ومعجم الأدباء ٥ / ١٠٢ وإنباه الرواة ١ / ١٣٨ وابن خلكان وطبقات القراء لابن الجزرى ١ / ١٤٨ وتذكرة الحفاظ ٢ / ٢١٤ وطبقات الحنابلة لأبى يعلى ١ / ٨٣ والفهرست ص ١١٦ وتهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٢٧٥ وشذرات الذهب ٢ / ٢٠٧ ومرآة الجنان ٢ / ٢١٩ والنجوم الزاهرة ٣ / ١٣٣ وبغية الوعاة ص ١٧٢.