والثمانية الباقون
على صور شتى ، محمرة وجوههم باكية عيونهم
، قد نشروا أجنحتهم ، وهم يقولون : يا محمد سينزل بولدك الحسين بن فاطمة ما نزل
بهابيل من قابيل ، وسيعطى مثل أجر هابيل ، ويحمل على قاتله مثل وزر قابيل.
ولم يبق في السموات ملك إلا ونزل إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، كلٌ يقرؤه السلام ، ويعزيه في الحسين
عليهالسلام ، ويخبره
بثواب ما يعطى ، ويعرض عليه تربته ، والنبي صلىاللهعليهوآله
يقول : « اللهم اخذل من خذله ، واقتل من قتله ، ولا تمتعه بما طلبه ».
قال : فلما أتى على الحسين عليهالسلامسنتان من مولده خرج النبي صلىاللهعليهوآله في سفرٍ له ، فوقف في بعض الطريق ، فاسترجع ودمعت
عيناه.
فسئل عن ذلك ، فقال : « هذا جبرئيل
يخبرني عن أرضٍ بشط الفرات يقال لها كربلاء
، يقتل بها ولدي الحسين بن فاطمة ».
فقيل له : من يقتله يا رسول الله؟
فقال : « رجل اسمه يزيد ، وكأني أنظر
إلى مصرعه ومدفنه ».
ثم رجع من سفره ذلك مغموماً ، فصعد
المنبر فخطب
ووعظ ، والحسن والحسين عليهماالسلام
بين يديه.
فلما فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على
رأس الحسن واليسرى على رأس
__________________