المنبر فخطب وتوعد أهل البصرة على الخلاف وإثارة الإرجاف.
ثم بات تلك الليلة ، فلما أصبح استناب (١١٥) عليهم أخاه عثمان بن زياد (١١٦) ، وأسرع هو إلى قصد الكوفة.
فلما قاربها نزل حتى أمسى ، ثم دخلها ليلاً ، فظن أهلها أنه الحسين عليهالسلام ، فتباشروا بقدومه ودنوا منه ، فلما عرفوا أنه ابن زياد تفرقوا عنه ، فدخل قصر الامارة وبات ليلته إلى الغداة ، ثم خرج وصعد المنبر وخطبهم وتوعدهم على معصية السلطان ووعدهم مع الطاعة بالإحسان
فلما سمع مسلم بن عقيل بذلك خاف على نفسه من الاشتهار ، فخرج من دار المختار وقصد دار هاني بن عروة (١١٧) ، فآواه وكثر اختلاف الشيعة إليه ، وكان عبدالله بن زياد قد وضع المراصد عليه.
فما علم أنه في دار هاني دعا محمد بن الأشعث (١١٨) وأسماء بن خارجة (١١٩)
____________
(١١٥) ر : استأمر.
(١١٦) لم أعثر على من ترجم له.
(١١٧) هاني بن عروة الغطيفي المرادي ، من مذحج ، أحد سادات الكوفة وأشرافها ، أدرك النبي وصحبه ، ومن أصحاب وخواص أمير المؤمنين ، شارك في حروب الجمل وصفين والنهروان ، من أركان حركة حجر بن عدي الكندي ضد زياد بن أبيه ، قتله عبيدالله بن زياد في اليوم الثامن من ذي الحجة سنة ٦٠ هـ وبعث برأسه مع رأس مسلم إلى يزيد.
تسمية من قتل مع الحسين : ١٥٦ ، الكامل ٤ / ١٠ ـ ١٥ ، المحبر : ٤٨٠ ، النقائض : ٢٤٦ ، التاج ٣ / ٣٥٩ ، رغبة الآمل ٢ / ٨٦ ، جمهرة الأنساب : ٣٨٢ ، الأعلام ٨ / ٦٨ ، أنصار الحسين : ١٢٤ ـ ١٢٥ ، ضياء العينين : ٣٠ ـ ٣٨.
(١١٨) محمد بن الأشعث بن قيس الكندي ، أبو القاسم ، من أصحاب مصعب بن الزبير ، قتل سنة ٦٧ هـ.
الإصابة ترجمة رقم ٨٥٠٤ ، الأعلام ٦ / ٣٩.
(١١٩) أسماء بن خارجة بن حصين الفزاري ، تابعي ، من رجال الطبقة الأولى من أهل الكوفة ، توفي سنة ٦٦ هـ.
فوات الوفيات ١ / ١١ ، تاريخ الاسلام ٢ / ٣٧٢ ، النجوم الزهراة ١ / ١٧٩ ، الأعلام ١ / ٣٠٥.