وهم يقولون : يا حسين إنك رائحٌ (٢٤) إلينا عن قريب ».
وفي بعض الروايات : « غداً ».
قال الراوي (٢٥) : فطمت زينب وجهها وصاحت.
فقال لها الحسين عليهالسلام : « مهلاً ، لا تشمتي (٢٦) القوم بنا ».
ثم جاء الليل ، فجمع الحسين عليهالسلامأصحابه ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم أقبل عليهم وقال : « أما بعد ، فإني لا أعلم أصحاباً خيراً منكم ، ولا أهل بيتٍ أفضل وأبر من أهل بيتي ، فجزاكم الله عني جميعاً خيراً ، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً ، وليأخذ كل رجلٍ منكم بيد رجلٍ من أهل بيتي ، وتفرقوا في سواد هذا الليل وذروني وهؤلاء القوم ، فإنهم لا يريدون غيري ».
فقال له إخوته وأبناؤه وأبناء عبدالله بن جعفر (٢٧) : ولم نفعل ذلك ، لنبقي بعدك! لا أرنا الله ذلك أبداً ، وبدأهم بهذا القول العباس بن علي ، ثم تابعوه.
قال الراوي (٢٨) : ثم نظر إلى بني عقيل (٢٩) وقال : « حسبكم من القتل
____________
(٢٤) ر : راحلٌ.
(٢٥) قال الراوي : لم يرد في ر. الراوي ، لم يرد في ب.
(٢٦) ر : لا يشمت.
(٢٧) عبدالله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي ، صحابي ، ولد بأرض الحبشة لما هاجر أبواه إليها ، وهو أول من ولد بها من المسلمين ، كان كريماً يسمى بحر الجود ، وللشعراء فيه مدائح ، وكان أحد الأمراء في جيش علي يوم صفين ، توفي بالمدينة سنة ٨٠ هـ ، وقيل : غير ذلك.
الإصابة ترجمة رقم ٤٥٨٢ ، فوات الوفيات ١ / ٢٠٩ ، تهذيب ابن عساكر ٧ / ٣٢٥ ، الأعلام ٤ / ٧٦ ، زينب الكبرى للشيخ جعفر النقدي.
(٢٨) لفظ : الراوي ، لم يرد في ر.
(٢٩) عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي ، أبو يزيد ، أعلم قريش بأيامها ومآثرها ومثالبها وأنسابها ، صحابي فصيح اللسان شديد الجواب ، وهو أخو علي وجعفر لأبيها ، وكان أسن