ثم سار الحسين عليهالسلامحتى مر بالتنعيم (١٧٧) ، فلقي هناك عيراً تحمل هدية قد بعث بها بحير بن ريسان الحميري (١٧٨) عامل اليمن إلى يزيد بن معاوية فأخذ عليهالسلامالهدية ، لأن (١٧٩) حكم أمور المسلمين إليه.
ثم قال لأصحاب الجمال : « من أحب أن (١٨٠) ينطلق معنا إلى العراق وفيناه كراه وأحسنا صحبته ، ومن أحب أن يفارقنا أعطيناه كراه (١٨١) بقدر ما قطع من الطريق ».
فمضى معه قوم وامتنع آخرون.
____________
فقالت الجن : نحن والله يا حبيب الله وابن حبيبه لولا أن أمرك طاعة وأنه لا يجوز لنا مخالفتك لخالفناك وقتلنا جميع أعداءك قبل أن يصلوا إليك.
فقال لهم عليه السلام : ونحن والله أقدر عليهم منكم ، ولكن ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة. انتهى بنصه من نسخة ع.
ولم يرد هذا في نسخة ر ، ب ، وإنما أوردناه في الهامش لاحتمال كونه من حواشي المصنف على الكتاب ، وأدخل بعده في المتن.
(١٧٧) بالفتح ثم السكون وكسر العين وياء ساكنة وميم : موضع بمكة في الحل ، وهو بين مكة وسرف ، على فرسخين من مكة ، وقيل : على أربعة ، وسمي بذلك لأن جبلاً عن يمينه يقال له نعيم وآخر عن شماله يقال له ناعم والوادي نعمان ، وبالتنعيم مساجد حول مسجد عائشة وسقايا على طريق المدينة منه يحرم المكيون بالعمرة.
معجم البلدان ٢ / ٤٩.
(١٧٨) الحميري ، لم يرد في ر.
لم أهتد إلى ترجمته.
(١٧٩) ب : وكان عامله على اليمن وعليها الورس والحلل ، فأخذها عليهالسلام لأن حكم.
(١٨٠) ب : وقال لأصحاب الإبل : من أحب منكم أن.
(١٨١) ب : أن يفارقنا من مكاننا هذا أعطيناه من الكرى.