ولدها ، فوشى الخبر إلى عبيدالله بن زياد ، فأحضر محمد بن الأشعث وضم إليه جماعة وأنفذه لإحضار مسلم.
فلما بلغو دار المرأة وسمع مسلم وقع حوافر الخيل ، لبس درعه وركب فرسه وجعل يحارب أصحاب عبيدالله.
ولما قتل مسلم منهم جماعة نادى إليه (١٣٩) محمد بن الأشعث : يا مسلم لك الأمان.
فقال له مسلم : وأي أمان للغدرة الفجرة ، ثم أقبل يقاتلهم ويرتجز بأبيات حمران بن مالك الخثعمي (١٤٠) يوم القرن حيث يقول :
أقسمت لا أقتل إلا حراً |
|
وإن رأيت الموت شيئاً نكرا |
أكره أن أخدع أو أغرا |
|
أو أخلط البارد سخناً مرا |
كل امرىءٍ يوماً يالقي شرا |
|
أضربكم ولا أخاف ضرا |
فقالوا له : إنك لا تخدع (١٤١) ولا تغر ، فلم يلتفت إلى ذلك ، وتكاثروا عليه بعد أن أثخن بالجراح ، فطعنه رجل من خلفه ، فخر إلى الأرض ، فأخذ أسيراً.
فلما أدخل على عبيدالله بن زياد لم يسلم عليه ، فقال له الحرسي : سلم على الأمير.
____________
الأسيد الحضرمي.
الكامل في التاريخ ٤ / ٣١ ، وراجع اعلام النساء المؤمنات : ٣٦٣ ـ ٣٦٤ وما ذكر فيه من مصادر ترجمتها.
(١٣٩) ر : حتى قتل منهم جماعة فناداه.
(١٤٠) لم أعثر على من ترجم له.
(١٤١) ب : فنادى إليه إنك لا تكذب ولا تغر.