بصاحبكم مسلم ، إذهبوا فقد أذنت لكم ».
وروي من طريق آخر قال : فعندها تكلم إخوته وجميع أهل بيته وقالوا : يابن رسول الله فماذا يقول الناس لنا (٣٠) وماذا نقول لهم ، إذ تركنا شيخنا وكبيرنا وسيدنا وإمامنا وابن بنت نبينا ، لم نرم معه بسهم ولم نطعن معه برمح ولم نضرب معه بسيف ، لا والله يابن رسول الله لا نفارقك أبداً ، ولكنا نقيك بأنفسنا حتى نقتل بين يديك ونرد موردك ، فقبح الله العيش بعدك.
ثم قام مسلم بن عوسجة (٣١) وقال : نحن نخليك هكذا وننصرف عنك وقد أحاط بك هذ العدو ، لا والله لا يراني الله أبداً وأنا أفعل ذلك حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمة بيدي ، ولو لم يكن لي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ، ولم أفارقك أو أموت دونك.
____________
منهما ، هاجر إلى المدينة سنة ٨ هـ ، عمي في أواخر أيامه ، توفي أول أيام يزيد ، وقيل : في خلافة معاوية.
الإصابة ترجمة رقم ٥٦٣٠ ، البيان والتبيين ١ / ١٧٤ ، الطبقات ٤ / ٢٨ ، التاج ٨ / ٣٠ ، الأعلام ٤ / ٢٤٢.
(٣٠) لنا ، لم يرد في ر.
(٣١) مسلم بن عوسجة الأسدي ، من أبطال العرب في صدر الإسلام ، أول شهيد من أنصار الحسين بعد قتلى الحملة الأولى ، كان صحابياً ممن رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، كان يأخذ البيعة للإمام الحسين عليهالسلام في الكوفة ، عقد له مسلم بن عقيل على ربع مذحج وأسد حين تحركه القصير الأجل ، كان عند حضوره وقعة كربلاء شيخاً كبير السن ، وكان من الشخصيات البارزة في الكوفة ، أبدى شبث بن ربعي أسفه لقتله.
رجال الشيخ : ٨٠ ، تاريخ الطبري ٥ / ٤٣٥ و ٣٦٩ ، البحار ٤٥ / ٦٩ ، الأخبار الطوال : ٢٤٩ و ٢٥٠ و ٢٥٢ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٢٨ ، الأعلام ٧ / ٢٢٢ ، أنصار الحسين : ١٠٨ ، تسمية من قتل مع الحسين : ٥٢ وفيه : مسلم بن عوسجة السعدي من بني سعد بن ثعلبة قتله مسلم بن عبدالله وعبيدالله بن أبي خشكاره.