بمصائب هاتيك العترة ، ونوحوا بالله لتلك الوحدة والكثرة ، وساعدوهم بموالاة الوجد والعبرة ، وتأسفوا على فوات تلك النصرة.
فإن نفوس أولئك الأقوام ودائع سلطان الأنام ، وثمرة فؤاد الرسول ، وقرة عين الزهراء البتول ، ومن كان يرشف بفمه الشريف ثناياهم ، ويفضل على أمته أمهم وأباهم.
إن كنت في شك فسل عن حالهم |
|
سنن الرسول ومحكم التنزيل |
فهناك أعدل شاهدٍ لذوي الحجى |
|
وبيان فضلهم على التفصيل (٢٠) |
ووصيةٌ سبقت لأحمد فيهم |
|
جاءت إليه على يدي جبريل |
وكيف طابت النفوس (٢١) مع تداني الأزمان بمقابلة إحسان جدهم (٢٢) بالكفران ، وتكدير عيشه بتعذيب ثمرة فؤاده ، وتصغير قدره بإراقة دماء أولاده؟!
وأين موضع القبول لوصاياه بعترته وآله؟ وما الجواب عند لقائه وسؤاله؟ وقد هدم القوم ما بناه! ونادى الاسلام واكرباه!
فيالله من قلبٍ لا يتصدع لتذكار تلك الأمور! ويا عجباه من غفلة أهل الدهور! وما عذر أهل الاسلام والإيمان في إضاعة أقسام الاحزان!
ألم يعلموا أن محمدأً موتورٌ وجيع؟ وحبيبه مقهورٌ صريعٌ؟ والملائكة يعزونه على جليل مصابه؟ والأنبياء يشاركونه في أحزانه وأوصابه؟
فيا أهل الوفاء لخاتم الأنبياء ، علام لا تواسونه في البكاء؟!
__________________
(٢٠) ع : الفصيل.
(٢١) ع : فكيف طابت للنفوس.
(٢٢) ع : مقابلة احسان أبيهم.