قال : وصل أصحاب ابن زياد لعنه الله إلى دار (٨٨) عبد الله بن عفيف ، فكسروا الباب واقتحموا عليه.
فصاحت ابنته : أتاك القوم من حيث تحذر.
فقال : لا عليك ناوليني سيفي ، فناولته إياه ، فجعل يذب عن نفسه ويقول :
أنا أبن ذي الفضل عفيف الطاهر |
|
عفيف شيخي وابن أم عامر |
كم دارع من جمعكم وحاسر |
|
وبطل جدلته مغاور (٨٩) |
قال : وجعلت ابنته تقول : يا ابت ليتني كنت رجلاً أخاصم بين يديك هؤلاء القوم الفجرة (٩٠) ، قاتلي العترة البررة.
قال : وجعل القوم يدورون عليه من كل جهة ، وهو يذب عن نفسه وليس (٩١) يقدر عليه أحد ، وكلما جاؤوه من جهة قالت : يا أبت جاؤوك من جهة كذا ، حتى تكاثروا عليه وأحاطوا به.
فقالت ابنته : وا ذلاه يحاط بأبي وليس له ناصر يستعين به.
فجعل يدير سيفه ويقول :
أقسم لو يفسح لي عن بصري |
|
ضاق عليكم موردي ومصدري |
قال الراوي (٩٢) : فما زالوا به حتى أخذوه ، ثم حمل فأدخل على ابن زياد.
فلما رآه قال : الحمد لله الذي أخزاك.
__________________
(٨٨) دار ، لم يرد في ر.
(٨٩) ر : جندلته مغاور. ب : جدلته مغادر.
(٩٠) ب : أخاصم بين يديك اليوم هؤلاء الفجرة.
(٩١) ب. ع : فلم.
(٩٢) الراوي ، من ع.