بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم |
|
ولا سيّما تيم بن مرة أو عدي |
فما الأمر إلا فيكم وإليكم |
|
وليس لها إلا أبو حسن عليّ |
ثم نادى صارخاً : يا بني هاشم ، ويا بني عبد مناف : أرضيتم أن يلي عليكم أبو فصيل ..... أما والله لو شئتم لأملأنها عليهم خليلاً ورجلاً ، فناداه أمير المؤمنين علي : « ارجع يا أبا سفيان فو الله ما تريد الله بما تقول ، وما زلت تكيد الإسلام وأهله ، ونحن مشاغيل برسول الله ، وعلى كل أمرىء ما اكتسب ، وهو ولي ما احتقب ».
وكان هذا الرّد خليقاً بعلي عليهالسلام ، فلم يغب عن ذاكرته كيد أبي سيفان للاسلام ، ولم ينس حقده على جماعة المسلمين ، وإنه ما إراد وجه الله بذلك ، وإنما أرادها جاهلية محضة ، ولم يكن علي ليخدع بهذا الطراز الخاص من الناس ، من اصحاب الكيد والمطامع ، وزعماء العصبية والانتهازية ، فجبهه بهذا ، ولكن أبا سفيان يستعيد قواه ، ويلتقط أنفاسه ليقول :
« يا أبا الحسن : هذا محمد قد مضى إلى ربه ، وهذا تراثه لم يخرج عنكم ، فابسط يديك أبايعك فإنك لها أهلٌ ».
ويستعجله العباس لقبول الأمر ، ويراها فرصته ، فيتوجه إلى علي :
« يا ابن أخي ..... هذا شيخ قريش قد أقبل فامدد يدك أبايعك ويبايعك معي ، فإنّا إن با بايعناك لم يختلف عليك أحد من بني عبد مناف ، واذا بايعك عبد مناف لم تختلف عليك قريش ، واذا بايعتك قريش لم يختلف عليك بعدها أحد في العرب ».
ويصّرعلي عيله السلام على موقفه « لا والله يا عم ..... فاني أحب أن أصحر بها ، وأكره أن أبايع من وراء رتاج ».