وتصل الأخبار لأبي بكر وعمر وأبي عبيدة ، فهم يجيلون النظر في ذالك ، فوجدوا العباس لا يعصي لعلي أمراً ، وعلي يمتنع عن البيعة ، فليتركا أذن ، وعهدا الي يزيد بن ابي سفيان بولاية دمشق ، وأخبر بذلك أبو سفيان فرضي كل الرضا ، وقال : وصلته رحم ، وبايعت بنو أمية ، وأنتهي هذا الجزء اليسير من المعارضة الآنية ، عقل العباس وكياسته ، وانتهازية أبي سفيان ووصوليته ، وكان أبو سفيان قد بعثه النبي ساعياً ، وجبى الأموال ، فقال عمر لأبي بكر : إنا لانأمن شر ابي سفيان فترك له ما في يده من الصدقات فسكت ورضي بذلك ، وأعلن التأييد المطلق. أُغلق هذا الباب إذن ، وبقيت جبهة من المعارضة لم تبايع ، وترى الحق فى علي عليهالسلام ليس غير.
فهذا خالد بن سعيد بن العاص من المهاجرين يخاطب أبا بكر وهو على المنبر بكل جراءة وصراحة وموضوعية فيقول : « اتق الله يا أبا بكر ...... فقد علمت أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال ونحن محتوشوه يوم بني قريظة حين فتح الله ، وقد قتل علي يومئذٍ من صناديدهم ورجالهم .......
« يا معشر المهاجرين والانصار إني موصيكم بوصية فاحفظوها ، ومودعكم أمراً فاحفظوه ، ألا إن علي بن أبي طالب أميركم بعدي ، وخليفتي فيكم ، بذلك أوصاني ربي ...... ».
فأسكته عمر.
وينطلق سلمان مجاهراً : « يا أبكر : إلى من تسند أمرك إذا نزل بك ما لا تعرفه ، وإلى من تفزع إذا سئلت عما لا تعلمه ، وما عذرك في تقدم من هوا أعلم منك ، وأقرب إلى رسول الله ، وأعلم بتأويل كتاب الله عزّ وجلّ ، وسنّه نبيه ، ومن قدّمه النبي في حياته ، وأوصاكم به عند وفاته ، وقد أعذر من أنذر ».