(٥)
عليّ يتحرك نضاليا في المشاهد كلها
ما كان لعليّ أن يستريح بعد معركة بدر ، فالمنافقون واليهود في حلف سري بالمدينة ، والأحابيش والمشركون في حلف علني بمكة ، والمسلمون بين هذين بين فكي أسد كما يقال ، فكانت غزوة أحد بما حملت بين طياتها من أسباب الفشل وعوامل النكسة كما سبق ، وما ترك علي حمل لواء في بدر حتى لواء في أحد ، وما طرح لواء في أحد حتى حمل الوية أخرى في الغزوات الصغيرة والمشاهد المتلاحقة ، فعزوة بني سليم ، وغزوة بني قينقاع ، وغزوة السويق ، وغزوة ذي أمر ، وغزوة بحران تتلاحق تباعا واحدة تلو الأخرى ، وعلي يضطرب فيما بينها فلا يهدأ ، ويتحرك بأزائها فلا يسكن ، وما استقرت الحال حتى نجمت غزوة بدر الصغرى في منتصف السنة الرابعة من الهجرة إذ خرج لها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في ألف وخمسمائة فارس يحمل لواءه علي بن أبي طالب ، وخرج أبو سفيان في ألفين حتي انتهى بجيشه إلى مرّ الظهر ان، وامر قومه بالرجوع لأن العام عام جدب ثم كانت غزوة ذات الرقاع ، فغزوة دومة الجندل ، حتى أهل شعبان من السنة الخامسة للهجرة ، فكانت غزوة بني المصطلق ، وكان لعلي فيها بلاء عظيم ، انتهى بالنصر للمسلمين ، والغنائم للمحاربين ، وشهد فيها علي ضربا من العصبية القبلية شهر فيها السلاح بين المسلمين بدعوة جاهلية أبطلها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حينما أسكتهم وأمرهم بالرحيل.
هذه الأحداث صغيرها وجسيمها خلقت من علي مناضلا فذا يشار