(٦)
الراية العظمى في كل الفتوح
ونقضت بنو قريظة العهد مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقطعت ما أمر الله به أن يوصل ، فكان اليهود منهم من المفسدين في الأرض ، فلما رجع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من الخندق أمر بلالا فنادى : من كان سامعا مطيعا فلا يصليّن العصر إلا في بني قريظة. ودعا عليا عليهالسلام فدفع إليه رايته العظمى ، وأمره بالخروج لهم ، فسار في جمع من الخزرج حتى دنا من الحصون ، فسمع منهم مقالة قبيحة في رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فكره ذلك وأكبره ، وأشرف اليهود من الحصون فلما رأوا عليا عليهالسلام تنادوا : قد جاءكم قاتل عمرو!! وألقى الله في قلوبهم الرعب ، وركز علي عليهالسلام الراية في أصل الحصن فأضطربوا لذلك اضطرابا شديدا ، وطلع عليهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهم يسبونه ولا يفقهون فناداهم : يا إخوة القردة والخنازير : إنا إذ أحللنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين. فحاصرهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خمسا وعشرين ليلة ، حتى جهدهم الحصار فنزلوا على حكم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مضطرين بعد خطوب يطول شرحها ، وحكّم فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سعد بن معاذ رحمهالله ، فحكم بأن تقتل الرجال ، وتقسم الأموال ، وتسبى الذراري والنساء ، وتكون الديار ـ ديار بني قريظة ـ للمهاجرون دون الأنصار فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع أرقعة. وحبسوا في دار رملة بنت الحارث من بني النجار.